تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الهدر..؟!

محليات
الخميس11-8-2011
عبد الحميد سليمان

الهدر بكافة اشكاله وانواعه واينما وجد، هو سلوك خاطئ وممارسة مغلوطة وهو مشكلة كبيرة لها اثارها الاقتصادية والاجتماعية وتدخل في العادات الاستهلاكية كنوع من حب الظهور والمفاخرة والشكليات الخادعة التي تحمل المجتمع اعباء كبيرة يمكن الاستغناء عنها.

وتكون النتيجة عادة هدر للمال وتبديد للثروة والامكانات ووضعها في غير مكانها !‏‏

ويطول الهدر المال والجهد والوقت والثروة ويتقاطع احيانا مع الفساد بل هو فساد من نوع اخر.‏‏

والامثلة كثيرة ومتعددة وأقربها الينا هدر مادة الخبز الغذاء اليومي والاساسي للناس، حيث يتم هدر كميات كبيرة منه على انه استهلاك يومي، لكن في الحقيقة فإن حيزا كبيرا منه يتحول الى اعلاف للحيوانات، والا ما تفسير وجود محلات لشراء وبيع الخبز اليابس وباعة متجولين لجميع المادة والمتاجرة بها كأعلاف.‏‏

ترى هل السبب في ذلك رخص سعر ربطة الخبز التي تباع ب 15 ليرة؟! علماً ان هذا السعر ارخص من اي سعر في العالم ، والسبب دعم الدولة للخبز اذا ان التكلفة الحقيقية للكيلو غرام نحو 30 ليرة.‏‏

وهذا يعني اننا نمارس الهدر مرتين ، في المرة الاولى عندما نهدر الرغيف والمرة الثانية عندما نهدر الدعم الذي تقدمه الدولة للخبز.. وبذلك نبدد المال العام ونهدر مادة اساسية كلفتنا كثيرا من اجل تأمينها!‏‏

صحيح ان سورية من الدول القليلة في العالم الثالث التي تنتج كفايتها من القمح بل وقامت بتصدير كميات منه قبل سنوات الجفاف ، وهي تؤمن رغيف الخبز من قمحها ومن انتاج فلاحيها ومزارعيها لكن الصحيح ان لا نهدر هذه المادة ونستهتر بالتعامل معها .‏‏

لقد شجعت الدولة محصول القمح الاستراتيجي ودعمته بتسويقه بأسعار تشجيعية ليستمر الفلاحون في زراعته وزيادة انتاجه.‏‏

لقد تعلمنا منذ الصغر ان الخبز نعمة يجب المحافظة عليها والتعامل معها باحترام وعدم تبديد هذه النعمة او هدرها .‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية