|
معاً على الطريق كل هذه (الوقوعات) تشبه علاقاتنا التقليدية بالغرب عموماً وأوروبا خصوصاً. منذ مدة ساقت الرياح أعمدة الدخان من البراكين الثائرة في مرتفعات (آيسلندا) لتغزو القارة العجوز (أوروبا) فصبغتها بالسواد وعطلت حركة المطارات وملأت صدور الناس بالهباب وجمدت الحياة فيها وكبدتها خسائر بالمليارات, أوروبا التي امتدت أصابعها الاستعمارية إلى شعوب العالم تمتص دماءها كالعلق- بريطانيا وحدها كانت تستعمر ربع المعمورة- تبلغ مساحتها (أوروبا) (10.79) ملايين كم2 أي (7.1) ٪ من مساحة الأرض وبالمقارنة فإن مساحة الوطن العربي (14.3) مليون كم 2 ومساحة إفريقيا (30 ) مليون كم2. إن العالم أجمع يتساوى أمام غضبة الطبيعة فقيراً غنياً قوياً ضعيفاً وأوروبا عندما تغضب تبدو كأن العالم يكفهر في وجوه من يتخاذلون فكم أوقعت من مآس على الإنسانية وكما تعض الأفعى بطنها فإن حروباً كثيرة قامت بين دولها أبرزها الحرب العالمية الأولى (1914-1918) والحرب العالمية الثانية (1939-1945) اللتان انطلقتا منها وشملتا معظم دول العالم. نحن أصحاب نخوة وهذه النخوة جعلتنا نسفح المليارات تحت أقدامهم لننقذهم من الأزمة الاقتصادية: ودائع مصرفية وشراء أسلحة فخمة نكدسها بالمستودعات ولا نكاد نعرف كيف نستخدمها, إنها نخوة المظلوم الذي يشتري رضا ظالمه رغم طغيان إسرائيل واستفزازاتها واستهانتها بنا وإصرارها بتضييق الخناق على غزة في حرب إبادة. فهل نحن- عملياً- صغار في عيون أنفسنا و- نظرياً- كبار بماضينا نستجديه لتحقيق توازن نفسي يسوغ لنا الحياة وكأننا (الغاطسون) طابت لهم الأعماق فآثروا العيش في طيات اليم. إن الحربين العالميتين وخزة تنبه أنه (لا يدوم على هو إلا هو) كما يقول المتصوفة. إنها دعوة صارخة لمراجعة تاريخ الإنسانية والتفكير بمصائر الشعوب التي زلت بها أقدام (مغامريها) فأين الاسكندر المقدوني والتتر والمغول ونابليون وهتلر.. الذين صنعوا أمجاداً بشراسة الذئاب؟ يقول الخواجة بيجو لأبي لمعة (من أبرز نجوم الإذاعة في أواسط القرن الماضي) وهما يتباريان في الكذب «عندنا طبيب، انقطع ذنب القطة فركب لها ذنباً فيجيبه أبو لمعة مزاوداً عندنا طبيب انقطعت القطة ولم يبق سوى ذنبها فركب له قطة» وهكذا هي إسرائيل إنها أكذوبة وإنها مع الغرب (ذبب وقطة) ومهما طال الزمن فسيأتي اليوم الذي لن تجد فيه من يركب للقطة ذنباً أو للذنب قطة إلا أن تدفن رأسها في الرمال وتنتظر رصاصة الرحمة فإن لم يدفع جنرالاتها وساستها ثمن حمقهم وغرورهم اليوم فسيدفعه الأولاد والأحفاد غداً لأن انتفاخها وسدورها وأوهامها المريضة كلها تبشر بنهايتها المحتومة. |
|