تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حبر وورق..نــازك الملائكـــة .. مرحلــــة رائـدة فـــي حركــة الشــعر الحديـث

ثقافة
السبت 13-8-2011
يستعيد كتاب «الجوانب الإنسانية والظواهر الفنية في شعر نازك الملائكة» للكاتبة سامية صادق ديوب تجربة شعرية عربية عريقة كان لها بصمة خاصة في ديوان الشعر العربي الحديث

وهي تجربة الشاعرة العراقية نازك الملائكة التي شكلت مع زميليها بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي ظاهرة فنية جديدة في الشعر العربي من حيث التغييرات الجريئة فيما يتعلق بنظام القصيدة إيقاعاً ووزناً.‏

وفي تقرير لسانا أشارت إلى أن الكتاب ينطلق من قضية الشعر الحر التي اثارت كثيراً من النقاش والحوار واختلفت وجهات النظر حولها بين مؤيد ومعارض وكان لنازك الملائكة قصب السبق في حركة الشعر الحديث مع العلم أن النقاد لم يتفقوا على ريادتها لهذا النوع من الشعر إلا أن دورها لا يخفى في هذا المجال.‏

وترى الكاتبة أن شعر نازك مجال خصب للدراسة لكشف ابعاده الفنية والنفسية والاجتماعية فهو شعر يمثل مرحلة رائدة في حركة الشعر الحديث كما يمثل نموذجاً ثقافياً عالي المستوى سواء من خلال الشعر أو التنظير النقدي في مجال الشعر الحر.‏

يتناول الكتاب في فصله الأول الجوانب الإنسانية في شعر نازك الملائكة مركزاً على عدة قضايا وهي الموت والحياة, الحزن والسعادة,الحرية والقدر,الرجل والمرأة,الزمان والمكان, اللون والحركة مستشهداً بنصوص للشاعرة على كل جانب إنساني.‏

أما الفصل الثاني فيركز على أهم جوانب شعر نازك وهي الظواهر الفنية من بناء القصيدة وأساليب التعبير والصور الفنية والبناء اللغوي والإيقاع والموسيقا وهي جوانب ليس من السهل دراستها لدى شاعرة لديها غزارة في الإنتاج وتنوع في استخدام البنى اللغوية والشعرية.‏

ويركز البحث على دراسة اساليب التعبير على سمة الغنائية التي من السهل ملاحظتها في شعر نازك لأنها أكثر من العزف على أوتار الذات إلا أن ذلك لم يمنعها من استخدام أساليب أخرى كالقص والحوار الداخلي والخارجي.‏

وفي تناول الكاتبة لمحور الصور الفنية عند نازك تقول.. إن نازك الملائكة أدركت أهمية الصورة وادركت أنها وسيلة لنقل الفكرة أو الشعور وليست تعبيراً عنهما إلا أن شعرها لا يخلو من الصور التقليدية التي من مهامها الشرح والتوضيح أو الزخرفة أو المبالغة.‏

وتركز الباحثة على فكرة عدم الانفصال بين الشكل والمضمون عند الشاعرة ولاسيما أن الصورة الفنية هي أكثر الإبداعات التي قدمتها نازك فهذه الصورة ملتصقة بالفكرة إلى درجة التماهي والفكرة والصورة انبثقتا من اللاشعور معاً.‏

وتلفت الكتابة إلى مدى معرفة الشاعرة ببحور الشعر وخصائصها وإمكاناتها لذا فقد أجادت الشاعرة استخدام البحر في مكانه وتنوعت بين الطويل والخفيف والوافر حسب الموضوعات التي تطرحها ما جعل الموسيقا الشعرية سمة ناجحة من سمات شعرها.‏

وفي الفصل الثالث يدرس الكتاب محور النقد عند نازك الملائكة حيث قدمت الشاعرة الكثير من الإنجازات في مجال النقد الاجتماعي عامةً وفي نقد الشعر خاصةً والشعر الحديث تحديداً وذلك وفق أبحاث ودراسات وكتب.‏

في مجال النقد الاجتماعي تناولت الشاعرة قضية تحرير المرأة ومفهوم الحرية وعلاقة الأديب بالمجتمعات وسواها من الموضوعات وقدمت كتبا هامة في تلك المجالات مثل نحو مجتمع عربي أفضل والتجزيئية في المجتمع العربي وغيرها.‏

لكن تميز النقد عند نازك ظهر من خلال النقد الشعري حيث اعتبرت من المنظرين الأوائل في مجال الشعر الحديث اذ دعت إلى عدم الفصل بين الشكل والمضمون إلا أنها كانت ترى أن المضمون غير قادر على صناعة قصيدة بل هو مادة خام بحاجة إلى ما يحتويها.‏

وتختتم الباحثة الكتاب بدراسة حول شعر نازك الملائكة بين النظرية والتطبيق حيث وجدت أن هناك بعض التناقضات الناشئة عن أن الشاعرة قدمت النظرية والنموذج معاً وهو ليس بالأمر السهل ولا يمكن إنكار أنها وصلت إلى قمة الإبداع في بعض أعمالها الشعرية كما قدمت التفاتات نقدية غاية في الأهمية فكان لها مكانة مميزة كشاعرة وناقدة.‏

يذكر أن نازك الملائكة من مواليد بغداد 1923 تربت في أسرة مثقفة ما جعلها تتجه نحو العلم فدرست اللغة العربية في دار المعلمين ببغداد وحصلت على ماجستير في الأدب المقارن من أميركا وعملت في التدريس في عدة بلدان عربية واتجهت لكتابة الشعر والنقد حيث أصدرت عدداً من المجموعات الشعرية والكتب النقدية وقد منحتها جامعة البصرة شهادة الدكتوراه الفخرية عام 1992 وتوفيت في القاهرة عام 2007.‏

يقع كتاب الجوانب الإنسانية والظواهر الفنية في شعر نازك الملائكة في مئتين واثنتين وسبعين صفحة من القطع الكبير بغلاف يحمل صورة الشاعرة فوق خلفية بنفسجية‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية