تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قلعة تاريخية في قلب دمشق

استراحة
السبت 13-8-2011
إعداد ياسر حمزة

تُعَد قلعة دمشق من أهمّ معالم فن العمارة العسكرية في سورية في العصر الأيوبي، وقد أصبحت في هذا العصر في قلب مدينة دمشق ويجاور سورها الغربي سوق الحميدية.

بُنيَت القلعة على شكلٍ مستطيلٍ طوله 220مترا وعرضه 150 مترا ولها اثنا عشر برجًا، عدد منها بعضها في الحالة التي كانت عليها عند بنائها تقع قلعة دمشق على الزاوية الشمالية الغربية من سور دمشق، شمال سوق الحميدية، كانت قد بُنِيَت في العهد السّلجوقي مكان تحصيناتٍ قديمةٍ تعود للعهد الرّوماني. وحين دخل السّلطان صلاح الدين الأيوبي مدينة دمشق عام 1174م، قام بتحصين القلعة وجعلها مقرًا لإقامته، وقد توفّي في القلعة ودُفِنَ في المدرسة العزيزية في دمشق.‏

وأعاد الملك العادل شقيق صلاح الدين الأيوبي بناء القلعة من جديد، وتجاوز في بنائه حدود القلعة القديمة، فتوسّعت أسوارها من جميع الجهات، ودُعّمت أبوابها. وأصبحت في عهده مدينةً مَلَكيّةً وعسكريةً، فيها مكاتب الإدارة، معمل للأسلحة، بيت للمال، سجن الدولة، أسواق، حمّامات، ومسجد، بحيثُ أصبحت مدينةً تستطيع أن تكفي نفسها بنفسها.‏

وللقلعة بابان رئيسيان أحدهما في الجهة الشرقية، والثاني في الجهة الشمالية، ويُسمّى بابها الغربي باب السرّ، ولم يكن يستخدمه سابقا سوى السلطان، وهو الآن الباب الرئيسي للقلعة ويطل على باب النصر.‏

وتعد أبراجها الشاهقة من أهمّ آثار قلعة دمشق، وتتألف من عدّة طبقات، العليا منها تُستخدم لسكن الجنود، والسفلى تُستخدم كمخازن للتّموين استعدادًا لأوقات الحرب والحصار. ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ قلعة دمشق بُنِيَت على سور المدينة، خلافًا لأكثر القلاع الإسلامية كمثل قلعة حلب وشيزر وحماه وحمص والقاهرة التي شُيِّدَت على مرتفعاتٍ.‏

يحيط بالباب الشرقي برجان، وفوق مدخله زخرفة دقيقة الصنع، تتألف من مقرنصاتٍ، وعلى عارضتيه نُقِشَت بعض مراسيم السّلاطين.‏

ويقع وراء القلعة إلى يمينها القصر الملكي القديم ويقع في جانب مضلع القلعة الجنوبي برجان يرجع تاريخهما إلى القرن الثالث عشر الميلادي وقد رُمِّمَ الباب الشمالي في القرن الخامس عشر ويُسمّى باب الحديد، ينفذ منه إلى دهليزٍ يقود إلى صحن القلعة‏

وبعد النّكبات التي تعرّضت لها على يد الغزاة التّتار، جَدّد المماليك القلعة في عهد الظاهر بيبرس والأمراء الذين تلوه، حيث جُدِّدَت أجزاء كثيرة لاسيما أبراجها وأبوابها، ونُقِشَت الزخارف والكتابات، وجعل السلاطين المماليك حاكمًا خاصًا للقلعة يرتبط بالسلطان مباشرةً.‏

وبمقدار الأهميّة التي أولاها لها المماليك، شهدت القلعة إهمالاً، وأصبحت في عدة فترات سجنا، ومنذ سنوات بدأت أعمال الترميم والتجديد، لتكون من أهم الآثار في قلب العاصمة السورية، وتقام فيها بين الحين والآخر مهرجانات وطنية وفعاليات ثقافية وفنية‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية