|
استراحة ويقال: رمضت الحجارة إذا سخنت بتأثير أشعة الشمس. وذكر بعضهم أن اشتقاق اسم رمضان من شدة الحر، لأنهم لما نقلوا اسم الشهور عن اللغة القديمة سمُّوها الأزمنة، فوافق رمضان أيام رَمَضِ الحرِّ.
رمضان هو الشهر التاسع من السنة الهجرية ويجمع على رمضانات ورماضين، وقيل الرمض هو المطر يأتي قبل الخريف فيجد الأرض حارة محترقة. وهناك خلاف حول الوقت الذي وضعت فيه أسماء الشهور العربية ولا تزال حتى يومنا هذا، فقيل إنهم وضعوها في زمن فهر بن مالك الجد العاشر للنبي صلى الله عليه وسلم، والقول الشائع عند المؤرخين أن أسماء الشهور العربية المستخدمة الآن وضعت في عهد كلاب بن مرة والد قصي الذي جمع شمل قريش بعد تفرق وهو الجد الخامس للرسول صلى الله عليه وسلم. ويحدد (البيروني) زمن تغييرها بسنة 412 ميلادية أي قبل نحو قرنين ونيف من اعتماد التاريخ الهجري، ومنذ ذلك الحين تلك توحدت أسماء الشهور في الجزيرة العربية وهي المعروفة الآن. نشير بهذا الصدد إلى أن العرب لم يعتمدوا قبل التاريخ الهجري تقويما خاصا بهم، يؤرخون وفق أحداثهم، وكانوا يحسبون الأشهر وفق الدورة الشهرية للقمر، أما حساب السنين، فقد اعتمدوا فيها على حوادث تاريخية محددة، ومما أرخوا به: بناء الكعبة من قبل النبي إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل أي نحو عام 1855 قبل الميلاد. انهيار سد مأرب في اليمن في سنة 120 قبل الميلاد تقريبا. عام العذر، وهو العام الذي نهب فيه بنو يربوع ما أنفذه بعض ملوك بني حمير إلى الكعبة عام 461 قبل الميلاد. عام الفيل وهو العام الذي ولد فيه الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم سنة 571 ميلادية. حرب الفجار، وسميت بذلك لأن العرب فجروا فيها، لتحارب قبائلهم فيما بينها في الأشهر الحرم، واستمرت هذه الحرب مدة أربع سنوات، وكانت بدايتها في عام 586 م.. إعادة بناء الكعبة، وتم ذلك في عهد عبد المطلب جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكان عمر الرسول عندئذ 35 عاماً، أي قبل بدء الدعوة الإسلامية بخمس سنوات. وقبل اعتماد أسماء الأشهر القمرية وهي ذاتها المعروفة الآن بالأشهر الهجرية لأن الإسلام أقر اعتمادها، استخدم العرب أسماء عديدة للأشهر اختلفت باختلاف الأزمان والقبائل والأماكن، فالأشهر القمرية الهجرية هي حسب ترتيبها حسب بداية العام الهجري: محرم، صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جمادى الأولى، جمادى الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذو القعدة، ذو الحجة. أما الأسماء الأشهر العربية القديمة حسب البيروني فهي: المؤتمر، ناجر، خوان، صوان، حنتم، زبار، الأصم، عادل، نافق، واغل، هواع، برك. وحسب ما أورده المسعودي هي: ناتق، ثقيل، طليق، ناجر، سماح، أمنح، أحلك، كسع، زاهر، برط، حرف، نعس. واستعمل الحميريون في اليمن أسماء أخرى هي ذو أبهي، ذو دنم، ذو دثأ، ذو حجتان، ذو حضر، ذو خرف، ذو مخظوم، نجوة، ذو فلسم، ذو فرع، ذو سلأم، ذو ثور. واستعمل قوم ثمود الذين جابوا الصخر بالواد أسماء مختلفة عنها وهي: موجب، موجر، مورد، ملزم، مصدر، هوبر، هوبل، موهاء، ديمر، دابر، حيفل، مسبل. وهناك أسماء غير هذه وتلك يوردها بعض المتابعين للتقويم العربي تبدأ بشهر ربعي وتنتهي بشهر رنة، ويضعونها في جدول يقرنون به اختلاف الأسماء، ولكن فات بعضهم أن هذه الأشهر كانت للسنة الشمسية العربية قبل الإسلام. فقد كان العرب يبحثون عن تقويم يساير التغيرات المناخية من أجل الزراعة والتجارة، وطبعا لم يعرفوا التقويم الشمسي، ولكنهم نظروا في ظهور بعض النجوم ووجدوا أنها مطابقة لتغيرات الفصول كنجم سهيل والثريا واقتران هذه النجوم، وهو تقويم معتمد الآن عند علماء الفلك ويدعونه بالتقويم النجمي، وهو قريب من التقويم الشمسي، والاختلاف بينهما صغير. ويرجح المؤرخون أن العرب استخدموا النظام القمري والشمسي في التقويم خلال القرنين السابقين للإسلام، وكانت سنتهم الشمسية متطابقة مع الأبراج الفلكية، وأعطوا لشهورهم الشمسية الأسماء التي يظنها بعضهم أنها مطابقة للأشهر القمرية، ويلاحظ قربها من أسماء الفصول مثل ربعي للربيع ودفئي لبداية الدفء في نيسان وخرفي للخريف. وشهور العرب الشمسية هي حسب ترتيبها: ربعي، دفئي، ناتق، ناجر، آجر، بخباخ، خرفي، وسمي، برك، شيبان، ملحان، رنة. نذكر أيضاً أن عرب الجاهلية كانوا ينقلون الأشهر في بعض السنوات بشكل مغاير للترتيب الذي وضعوه، ويؤخرون شهرا عن شهراً وهو ما كانوا يطلقون عليه نظام النسيء، وغالبا كان التأخير يتم على الأشهر المعروفة بالحرم، وهي (ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، رجب)، ليقوموا بالغارات والحروب. وكان يتولى شؤون النسيء أشخاص يسمون القلامس، وكان القلمس يعلن في نهاية موسم الحج عن الشهر المؤجل في العام التالي، وقد أبطل الإسلام النسيء وثبت ترتيب الأشهر القمرية الهجرية على ما هي عليه الآن. |
|