تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مفارقات المنبرين التكفيري والدولي!!!

البقعة الساخنة
السبت 13-8-2011
علي نصر الله

أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة 2008-2009، وفيما كان الدم الفلسطيني يسفك رخيصاً على أيدي قادة كيان الإرهاب إسرائيل،

ورخيصاً على بعض القادة العرب في مصر والخليج، وبينما كان يشتعل الشارع العربي والإسلامي نصرة لأهلنا في غزة، منعت المظاهرات، وأُحكم الحصار على القطاع النازف دماً وألماً، وأغلقت المعابر في الاتجاهين منعاً لوصول المساعدات الغذائية والدوائية إلى غزة ومنعاً لخروج المصابين والجرحى من غزة.‏

في هذه الأثناء وبينما كان الشارع العربي يغلي خرج على الأمة العربية والإسلامية شيوخ ومفتي المنبر التكفيري ليقولوا: إن التظاهر حرام وهو مفسدة في الدين والإسلام، وبقوة فتوى تكفير كل من يخرج إلى الشارع، منع أصحاب المبدأ التكفيري شعوبهم من الانتصار لفلسطين وحق شعبها في الحياة الحرة وفي المقاومة ضد الاحتلال والإرهاب الإسرائيلي.‏

المبدأ التكفيري ذاته وكما وفر له البعض المنبر آنذاك يوفره له اليوم ليخرج علينا بفتاويه محرضاً على التظاهر في سورية، بل إنه يحث على عدم التخلف عنه حتى إنه أفتى بالتخريب وحمل السلاح وبجواز قتل ثلث الشعب السوري ليسعد الثلثان حسب الفتوى التكفيرية؟!‏

مفارقات المنبر التكفيري في التحريض على التظاهر والتخريب والقتل في سورية، وفي جواز ممارسة قتل المتظاهرين في البحرين (قوات درع الجزيرة) مفارقة لابد أن تضعه ومن أجاز له الفتوى موضع الاتهام والتخوين.‏

ومفارقات المنبر التكفيري في تحريم التظاهر ضد إسرائيل ونصرة لفلسطين، وفي التحريض عليه في سورية، مفارقة لابد أيضاً من أن تضعه ومن أجاز له الفتوى موضع الاتهام والتخوين.‏

إن السقوط في هذه المفارقات لاشك أنه إسقاط للمنبر وسقوط مريع لمن أتاحه وسمح به ، ذلك أنه وضع نفسه بنفسه في موقع يسهل فيه اتهامه بالخروج على الأخلاق والشرائع والديانات، فضلاً عن أن هذا السقوط بذاته يصوب سهام التخوين لأصحابه.‏

وإن التمسك بهذه المفارقات وبهذا الخطاب ينطوي على المشاركة الفعالة في مخططات ضرب المقاومة العربية والإسلامية ضد الاحتلال، وفي مخططات تصفية القضية الفلسطينية وإسقاط حق العودة ، وفي المشاركة بمخططات التقسيم وسحب الصراع مع إسرائيل من التداول وجعله في مكان آخر.‏

أما مفارقات المنبر الدولي فهي ممارسة علنية للعهر السياسي اللاأخلاقي بعينه، ذلك أنه يكفي لأي مراقب أن يستمع لمواقف وتوصيف مندوبي الولايات المتحدة والدول الغربية في مجلس الأمن الدولي لما يجري في سورية ومايجري في بريطانيا ليقع على حجم هذا العهر الذي تمارسه أميركا والغرب إنكاراً للحقائق وتزويراً لها لتلتقي بذلك مفارقات المنبرين معاً في نقطة واحدة باتت معروفة للجميع القاصي والداني في هذا العالم.‏

ali.na_66@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية