|
نافذة على حدث كما تشاء مثلما تعمل على تحريك الدمى في السياسة والإعلام للتأثير في الرأي العام من خلال طرح أفكار وتوجهات لاتتطابق مع حقائق الوجود الاجتماعي، وتنحو عن سابق إصرار وتصميم إلى استحداث معانٍ زائفة وإنتاج وعي لايستطيع أن يستوعب بإرادته الشروط الفعلية للحياة القائمة، ومن خلال تضليل عقول البشر الذي قال عنه فرير باولو إنه بمنزلة «أداة للقهر» وتطويع الجماهير لإرادة مجموعة ممن تزعم أنها «نخبة» لتحقيق مصالح معينة باتجاه ما، حيث يضمن المضللون التأثير في الشعب نحو نظام اجتماعي لايخدم المصالح الحقيقية للأغلبية. واستناداً إلى ماتقدم تغدو الديمقراطية التي تعني أول ماتعني التداول السلمي للسلطة في مأزق كبير، ومحنة وفي حالة احتضار. إذ إن الوجود المشوه للإمبريالية المتوحشة التي تعمل على تغذية النعرات القبلية والمذهبية، وزرع الطابور الخامس راحت تغدو أكبر خطر يواجه الديمقراطية في العالم. فالامبريالية لاتحيا إلا بوجود الفوضى التي تخلق لها الظروف للتغلغل في الأمصار من أجل النهب، فالفوضى وحدها تجعل المصالح الأميركية أقل عرضة للمخاطر. وبعد أحداث أيلول واحتلال أفغانستان والعراق لم تعمل الولايات المتحدة والدمى التي تحركها على بذل جهود حقيقية من أجل عملية الاستقرار فيهما، لأن الإستقرار يخرج المحتل، والتنمية تضرب مصالحه. ليغدو أن معظم الموارد الأميركية في هذه الأيام تتأتى من هذين البلدين من خلال النفط. فأميركا تريد أن تشيطن حركات المقاومة التي ترفض النهب الاستعماري وبث الفوضى بين الشعوب من خلال جعل مجتمعاتها ملاذاً للجماعات الإرهابية العابرة للحدود، وكذلك إشراك المجتمع الدولي في مخططاتها لضرب الدول من السماء وحماية مسلحيها على الأرض كما في ليبيا، بدلاً من تقديم المساعدات لمكافحة الإرهاب، بل تعمل على إفشال الدول أيضاً باستخدام النفوذ الدبلوماسي للدول التي تدور في فلكها لتقويض شرعية بعض الدول العربية. الولايات المتحدة لاصلات تاريخية ولا صلات قربى لها في المنطقة، فلماذا تعمل إذن على العمل على تفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟ من خلال غسل الأدمغة؟! بينما لا تندد بما فعلته الشرطة البريطانية بالمتظاهرين السلميين!!! |
|