|
دراسات لإنجاز المؤامرة على سورية، الوطن والشعب/، اجتمعت عصابة ممن يسمون أنفسهم بالمعارضة في الخارج، مع وزيرة الخارجية الأميركية/ هيلاري كلينتون/ في واشنطن (2/8/2011)، ووجهوا بكل وقاحة وصفاقة، نداء استجداء من خلالها إلى الرئيس /أوباما/ لممارسة مزيد من الضغط على سورية. إنها لسخرية تثير ألف سؤال وسؤال حول تصرفات هؤلاء الذين رهنوا أنفسهم للعمالة الخارجية، تحت غطاء الدعوة المضللة للحرية والسيادة والديمقراطية، فأي حرية تلك التي يطالبون بها من خلال قرار أجنبي للتدخل بين المواطنين وشؤونهم الوطنية الخاصة؟ وأي سيادة وديمقراطية تلك التي يأتون بها من الخارج، المعادي أصلاً لسيادة الوطن ومواقفه الصامدة في وجه المشاريع الاستعمارية/الصهيونية..؟ لنفترض أن هؤلاء المأجورين تجردوا من كل انتماء وطني، وهم فعلاً تجردوا، فهل سألوا أنفسهم بمن يستنجدون، وعلى من ؟ وما الصلاحيات المعطاة لـ (أوباما) وإن كان رئيس دولة عظمى، لكي يفرض على رئيس دولة مستقلة وذات سيادة، أن يتنحى عن منصبه بهذه البساطة؟ أليس في ذلك غباء وحماقة في العلاقات السياسية والأخلاقية؟! وهل هناك قانون دولي يجيز لرئيس دولة أن يطلب من رئيس دولة أخرى، أن يتنحى عن مهامه الرئاسية ومسؤولياته الوطنية التي أوكلها الشعب إليه؟ فأي شريعة تلك التي يبتدعونها؟ وإذا كانوا يسمعون حملات إعلامية وسياسية بشأن ذلك، فهذا ليس إلا تشويشاً وتضليلاً في إطار الحملة التآمرية على سورية، نظاماً وشعباً ووطناً. فميثاق الأمم المتحدة ذاته لايجيز لها أن تطلب من رئيس أن يتخلى عن مسؤوليته الوطنية، لأن في ذلك تدخلاً سافراً في شؤون الدولة الداخلية ذاتها. وهؤلاء المنافقون المأجورون، يعلمون أن الرئيس بشار الأسد لم يعين من قبل البيت الأبيض، ولا من الكونغرس الأميركي، وسورية ليست ولاية خاضعة لقانون الولايات المتحدة الأميركية، فالرئيس بشار الأسد تسلم سدّة الرئاسة بموجب استفتاء وطني أجمعت عليه الجماهير لأنها رأت فيه ضميرها وربّانها الأمين على حاضرها ومستقبلها، ومازال، وسيبقى يحظى بهذا التأييد الشعبي المنقطع النظير.. هذا التأييد الذي يبديه شعبنا كل يوم، وتعبر عنه الملايين الغفيرة بأساليب وطنية متنوعة، وعلى المستويات الشعبية كافة. لقد وصلت الحماقة بتلك الفئة الضالة عن الإجماع الوطني، إلى حد التواطؤ العلني والعمالة المفضوحة للبيت الأبيض وحلفائه من الصهاينة والأوروبيين، بعد أن أزالوا أقنعتهم وكشفوا عن وجوههم التآمرية في مؤتمرات اسطنبول وبروكسل وباريس، وغيرها، وبرهنوا بالدليل القاطع على أنهم يأتمرون بما يملي عليهم أسيادهم في عواصم تلك الدول، ويوجهونهم إلى ما يجب أن يفعلوا لتنفيذ ما جندوا من أجله، بدءاً من شعاراتهم المضللة، مروراً بتخريب الممتلكات العامة والخاصة، إلى الاعتداء على قوى الأمن وحماة الديار، خطفاً وقتلاً وتمثيلاً بما يتنافى مع الشرائع السماوية والأرضية، كما تفعل عصاباتهم الإجرامية المسلحة في مناطق عدة من الوطن. لقد سبق لـ كلينتون مهندسة السياسة الأميركية الخارجية الفاشلة، أن وبخت تلك المعارضة الخارجية، إبان مؤتمر اسطنبول، واعترفت بأن لاجدوى من المعارضة في الداخل والخارج، لأن الحل بين النظام الوطني في سورية، المدعوم من الشعب الذي يكون معه وحدة وطنية متماسكة، والإصلاح في سورية يجب أن يقوده النظام من الداخل الذي يقوده الرئيس بشار الأسد، وليس من الخارج. لكن هؤلاء المعارضون/ المأجورون لم يفهموا الدرس على حقيقته، فاستمروا يتمادون في غيّهم وهم يعانون من الإفلاس الداخلي والخارجي، إلى أن راحوا يستغيثون بمن استأجروهم لتنفيذ مهمة لم يتوقعوا نتائجها السلبية عليهم، لأن هؤلاء الذين خططوا للمؤامرة واستأجروهم لتنفيذها، هم الآن بحاجة إلى استغاثة سياسية واقتصادية، ولاسيما في واشنطن وباريس، حيث تردت شعبية كل من أوباما وساركوزي إلى أدنى مستوياتها، وحيث الاقتصادات المهددة بالانهيار وهي تئن تحت وطأة العجز والديون المتراكمة. وإذا كان قادة تلك الدول يكابرون ويظهرون القوة والعنجهية، فإن حقيقة الأمر تظهر أنهم فارغون سياسياً واقتصادياً، وعلى من يحاول الاتكال على دعمهم، أن يعرف هذه الحقيقة. وإذا كان هؤلاء المنغمسون في العمالة حتى شعور رؤوسهم، ينصاعون إلى أوامر أسيادهم الذين يعيشون على فتات موائدهم، ويتقاضون منه أجور عمالتهم ضد الوطن والمواطنين، فعليهم أن يعرفوا ويفهموا أن في سورية نظاماً وطنياً قوياً بشعبه وبقيادته، لم يقبل، ولن يقبل أن تملى عليه الأوامر من الخارج، ويرفضها مهما كانت طبيعتها، لأن أوامر الشعب السوري من قراره الحر المستقل، ومن خياراته الذاتية التي تضع المصلحة الوطنية والقومية فوق أي اعتبار. وقد عبر الشعب السوري الأبي، في كل يوم وفي كل مناسبة، أن سورية بوحدتها الوطنية الصلبة، بنظامها الوطني القومي الأصيل، بمواقفها المبدئية الراسخة، ستقاوم كل مشاريع الهيمنة والتبعية، وكل التحديات والمؤامرات التي تحاك ضدها في الداخل والخارج، وستبقى أبداً عصية على كل محاولات النيل من صمودها وكرامتها، وقرارها الحر المستقل..! |
|