تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الاعصار إلى نهايته المحتومة

منوعات
السبت 13-8-2011
أحمد ضوا

استهلكت القوى الاجنبية المتربصة شراً بسورية خلال الاربعة اشهر الماضية من الاحداث كل وسائل الضغط السياسي والاعلامي والنفسي والامني املا بتحقيق اهدافها في ضرب وحدة الشعب السوري والنيل من امنه واستقراره

ولكن لم تفلح في انجاز اهدافها ولذلك نجد الان تحولا في وسائل واساليب هذا التحالف الاستعماري ضد سورية خاصة والمنطقة بشكل عام ظهرت بعض اوجهه قبل ايام وتمثلت باجترار اساليب سبق ان جربت مع سورية بعد اغتيال الحريري وفشلت فشلاً ذريعاً.‏

فما جرى قبل ايام هو عملية توزيع ادوار بين قوى دولية لا تخفي سعيها لاعادة ترتيب منطقة الشرق الاوسط وفقاً للعامل الاسرائيلي ودول اخرى اعتادت على الدوام الانحناء امام الاعصار وتطويع نفسها مع ما يطرأ عليه من شدة وانخفاض الى حين زواله لتقوم فيما بعد باحصاء الخسائر والتكيف مع الواقع الجديد في انتظار اعصار جديد.‏

صحيح ان سورية دائماً تكون في قلب الاعصار الاستعماري وذلك ليس عائداً فقط لكونها المركز وقوة الفعل وصاحبة القرار المستقل والدور الذي لا غنى عنه بل لانها ايضاً لم تذعن في يوم من الايام للضغوطات والاوامر ورفضت المساومة على الحقوق العربية وعلى دورها الوطني والقومي وعلى علاقاتها العربية والاقليمية والدولية وكذلك ان تكون في صف التابعين المنفعلين المنحنين وانما في مقام الفاعلين المتحدين الذين لا يساومون على السيادة والكرامة الوطنية والقرار المستقل.‏

بالتأكيد ثمن ثقافة التحدي للحفاظ على الكرامة والقرار الوطني المستقل باهظ قياساً بثمن ثقافة الانحناء وتوابعها على المدى القصير ولكن ذلك ينقلب على المدى الطويل وتنعكس الآية والنتائج والادلة على ذلك تاريخياً ومن واقعنا الحالي لا تعد ولا تحصى لمن يريد او يفكر على الاقل ان يتعلم من تجارب الماضي والشعوب الحرة.‏

إن سورية تدفع اليوم ثمن رفضها الانحناء والمساومة على قضايا وملفات يعلم القاصي والداني مدى خطورة القبول من حيث المبدأ بالمساومة عليها على استقرار ووحدة المنطقة برمتها وعلى الحقوق العربية التي تحاول الدول الغربية والولايات المتحدة انتزاع اعترف عربي واسلامي بالتخلي عنها نهائياً لحساب اسرائيل بعد ان ساهمت هذه القوى مع اسرائيل عسكرياً ومالياً وسياسياً في السيطرة عليها في ظروف استثنائية مرت بها الامة بعد انتهاء حقبة الاستعمار التي تحاول بعض القوى الغربية مع واشنطن استعادتها بأساليب ووسائل جديدة.‏

هناك ملامح عديدة الى وصول الاعصار الذي يستهدف سورية لنهايته المحتومة وكان يفترض بالبعض ألا يساهم في اطالة امده بعض الوقت دون طائل وان يدرك بأن الدول الغربية المتربصة بسورية تحاول بشتى الوسائل تحقيق شيء على ارض الواقع ومحاولتها زج دول المنطقة في مشروعها العدائي ضد سورية هو جزء من اهدافها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية