تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أهالي حماة يروون لوسائل إعلام روسية وصينية تفاصيل جرائم التنظيمات الإرهابية

الثورة - رصد إنترنت
الصفحة الأولى
السبت 13-8-2011
بعد الخروج الكامل للجيش من كافة أرجاء محافظة حماه و تمكنه من إعادة الأمن والاستقرار إليها، بدأت الحياة الطبيعية تعود إلى أرجاء المدينة أمس الأول.

وقال مراسل وكالة أنباء (شينخوا)،‏ الذي زار المدينة ضمن جولة هي الثانية لمراسلي وكالات الأنباء العربية والأجنبية في أقل من أسبوع للمحافظة للإطلاع عن كثب على حالة الخراب والدمار التي خلفتها الجماعات الإرهابية المسلحة، بأن حركة السير على الطريق الدولي بين محافظة حماة والمحافظات المجاورة لها تكاد تكون طبيعية، على عكس ما شاهدناه في الزيارة الأولى ، أي خلافاً لما روجت له بعض القنوات التي اعتمدت التحريض والتعتيم في تغطية الأحداث الجارية في سورية.‏‏

وأثناء انسحاب وحدات الجيش من المدينة، خرج بعض الشبان من قرية مجاورة وهم يهتفون بحياة الجيش الذي أعاد الهدوء والاستقرار للمحافظة التي روعتها العصابات المسلحة خلال قيامها بأعمال التخريب والجرائم التي ارتكبتها بحق قوى الأمن والجيش والمدنيين الأبرياء، وتزامن خروج الجيش مع عودة مواطني مدينة حماة الذين نزحوا منها بسبب الظروف الأمنية مع عائلاتهم وبدت على وجوههم علامات الفرح بالعودة إلى منازلهم.‏‏

ونقلت «شينخوا» عن عدد من المواطنين العائدين إلى المدينة أنهم اضطروا لمغادرة منازلهم بسبب أعمال التخريب وترويع وتهديد المواطنين وقطع الطرقات من المجموعات الإرهابية المسلحة على الحواجز, مشيرين إلى أن عناصر هذه المجموعات قامت بأعمال سلب ونهب وسرقة للمنشآت الحكومية والخاصة. ‏‏‏

وقالت إيمان سخيطة من أهالي حماة في تصريحات ل (شينخوا) إنها تعود إلى حماة بعد 10 أيام من مغادرتها ، واصفة الأيام السابقة ب المخيفة ، حيث اضطرتها وأسرتها إلى ترك منزلهم، بسبب أعمال التخريب وقطع الطرقات وإطلاق النار من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة.‏‏

من جهتها، قصت أم عبيدة من حي القصور ل(شينخوا) أن حواجز المسلحين كانت منتشرة في جميع الشوارع يجبرون المواطنين نساء ورجالا على إبراز هوياتهم الشخصية، مشيرة إلى أن بعضهم كان صغير السن.‏‏

وأكدت ام عبيدة ان التنظيمات المسلحة التي تطلق على نفسها الثوار هي من قامت بحرق أقسام الشرطة في المحافظة، لافتة إلى أنها رأت بأم عينها مجموعة من المخربين يقومون بحرق قسم شرطة المحطة القريب من دوار بلال في مدينة حماة.‏‏

وبدوره، أكد المواطن حسن الناطور في ساحة العاصي أن وضع المدينة قبل دخول الجيش اليها كان مخيفا ومرعبا .‏‏

وقال الناطور في تصريح ل (شينخوا) أثناء عبوري على احد الحواجز التي نصبتها تلك الجماعات المسلحة في محيط ساحة العاصي قاموا بسلب مبلغ 15 الف ليرة سورية اي ما يعادل 300 دولار لدعم جرائمهم ، متسائلا من هم هؤلاء ؟ ولماذا يسرقون اموالي بهذه الطريقة ، مشيرا إلى أن المواطنين خائفين ومعظمهم ترك المدينة بسبب التهديدات التي اطلقت من قبل تلك الجماعات التي تدعي انها ثوار.‏‏

وأكد الناطور انه عاد الى حماة بعد ان طهر الجيش المدينة من هؤلاء المخربين، مبينا ان الجيش لم يطلق النار على اي من المنشآت الحكومية، مؤكدا أن من خرب وحرق هم هؤلاء المخربون.‏‏

من جهته، قال محمود العلي في ساحة العاصي خلال عودته من بلدة محردة التابعة لريف حماة بعد قضاء سبعة أيام هناك إننا عاجزون عن شكر أهل بلدة محردة الذين تعاملوا معنا مثل الأخوة بل أكثر ووفروا لنا الأجواء الرمضانية كاملة وكأننا ما زلنا في بيوتنا، ومن هنا أوجه لهم تحية ورسالة حب لأنهم لم يشعرونا بأننا ضيوف، ونحن عاجزون عن شكرهم .‏‏

وكان عدد من قنوات التلفزة الروسية عرض مساء أمس الأول ومنها قناة روسية تقارير مصورة كررتها عدة مرات في نشراتها الإخبارية عن الوضع في مدينة حماة أظهرت فظاعة وبشاعة أعمال القتل والتدمير والخراب التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية المسلحة في المدينة.‏‏

وذكرت القناة الروسية في تقريرها المصور أن الطريق من دمشق إلى حماة كان مفتوحاً وليس فيه أي حواجز وكانت الاتصالات بوساطة الهاتف الخليوي تعمل بصورة متواصلة في المدينة نفسها التي لم يكن من الممكن سابقا الحكم عما يجري فيها سوى عبر بعض اللقطات المصورة بوساطة الهواتف المحمولة التي لا تظهر الوضع على حقيقته مضيفة: إن الجيش دخل المدينة لاستعادة النظام والسكينة. ‏‏‏

وأضاف التقرير: إن محافظ حماة استقبل المراسلين الذين شاهدوا وصوروا آثار إطلاق النار على مبنى المحافظة والأضرار التي لحقت به وأبلغهم أن أفراد المجموعات الإرهابية المسلحة رفضوا الحديث مع السلطات ومارسوا أعمال ترويع المواطنين وأن السلطات المعنية شرعت بإزالة الأنقاض والحواجز التي نصبوها في الشوارع. ‏‏‏

ونقلت صحيفة تشرين أن القناة الروسية عرضت صوراً لأحد أفراد هذه المجموعات وهو يدلي باعترافاته وقال: إنه يعمل بالبناء ووافق على المشاركة في الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها تلك المجموعات مقابل المال. ‏‏‏

وأكد المتحدثون للقناة أن المجرمين لم يكونوا من أهالي حماة بل جاؤوا من خارجها وكانوا ينقلون الأسلحة والأموال إليها بالشاحنات وكانوا يتمركزون في بيوت مهجورة في أطراف المدينة وخططوا مسبقاً للهجوم على مقرات الشرطة وكانوا ملثمين وأطلقوا النار على الجميع بصورة عشوائية. ‏‏‏

كماعرضت القناة الروسية ما تبقى من أحد مقرات الشرطة الذي تعرض للتدمير وحرق الوثائق وتحطيم أجهزة الكمبيوتر ونهب محتوياته من الأسلحة وغيرها وقال أحد أفراد الشرطة الناجين: إن المسلحين قذفوا المبنى بالقنابل والزجاجات الحارقة وقتلوا زملاءه. ‏‏‏

وعرض التقرير المصور أيضاً آثار الدمار والحرائق في المبنى وسيارات الشرطة المدمرة والمحروقة وبقايا الطلقات النارية المتناثرة مؤكداً أن المجرمين المسلحين قتلوا جميع الضباط وارتكبوا مجزرة حقيقية هناك. ‏‏‏

وقالت مراسلة القناة: هذه هي أعمال من يسمونهم المتظاهرين السلميين الذين قتلوا رجال الشرطة وحملوا جثثهم في سيارة وألقوها في نهر العاصي من على أحد الجسور وعرضت هذه المشاهد الفظيعة على المشاهدين الروس. ‏‏‏

وقالت إحدى النساء السوريات أمام عدسة الكاميرا الروسية: إن مسلحين ملثمين يحملون بنادق رشاشة أوقفوها عند أحد الحواجز وطلبوا وثائقها الشخصية وبعد أن تمعنوا طويلاً في هذه الوثائق سألوها عن اسمها ما يدل على أنهم كانوا أميين لا يعرفون القراءة. ‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية