|
دراسات من هذا المنطلق الواقعي- الذي يمكن أن يلمسه أي إنسان عربي يسمع صوت سورية ويشاهد أرضها- يتخذ الشعب في سورية مواقف واضحة ومحددة تجاه الشعب العربي في العراق الشقيق حيث يعتبره شعبا يرزح تحت الاحتلال وينشد الخلاص وهذا يجعل من الشعب السوري متضامنا معه إلى أبعد الحدود مهما حاولت بعض القوى تشويه صورة الحقائق. ونحن في سورية لا نشك بحقيقة مشاعر الأخوة العراقيين غير أن قوى التضليل التي لا تزال مسيطرة على الأرض العراقية تحاول جاهدة القيام بما يشبه التعبئة ضد سورية ولكن العراقيين الأحرار في فكرهم واتجاهاتهم يشيرون وبقوة إلى مثل هذه الحالة. فدمشق تحتضن هذه الأيام بعض الأخوة العراقيين ومنهم السيد جواد كاظم الخرسان رئيس تحرير جريدة البينة العراقية وقد التقته ( الثورة) بعد أن سمع ورأى مشهد المشاعر السورية تجاه العراق فتأثر لواقع يعبر عن مشاعره حياله في هذا اللقاء: يقول السيد جواد: حاولت منذ حضوري إلى سورية باعتباري رجل إعلام (رئيس تحرير جريدة) أن أنقل وجهة نظر الشارع العراقي إلى الاعلام السوري والتقيت بالسيد وزير الاعلام الذي كان صدره وقلبه متسعا لجميع ما قلته. وأود أن أشير إلى أن الشعب العراقي عرضة لعملية استعداء ضد سورية تمارس في إطار من الكذب والدعاية المضللة بحكم الإملاءات والسيطرة الأميركية في العراق حيث تحاول أميركا إيهام العراقيين بأن سورية هي مصدر مرور للمقاتلين الذين يدخلون العراق. كما قامت بإيهام بعض اللبنانيين أن سورية لها علاقة بمقتل الحريري, كل ذلك لفرض الحصار على سورية.. وقد رأيت أن سورية قيادة وشعبا وحدة متكاملة وما حصل في العراق لا يمكن أن يحصل في سورية, فعندما دخلت القوات الأميركية إلى العراق لم تجد المقاومة المطلوبة من الشعب العراقي لأن النظام كان في واد والشعب في واد ومن هنا فقد سقط صدام وليس العراق وهذه الحالة لا يمكن أن تتكرر في سورية لأن الشعب السوري متمسك برئيسه لأنه جزء منه ولأن الرئيس السوري وشعبه روح واحدة وهذا الكلام لا أقوله مجاملة فنحن في العراق نرى أن المواطن يقول شيئا عن حكومته ويضمر شيئا آخر وأنا خلال وجودي في سورية تجولت وسألت عددا كبيرا من المواطنين في الشارع السوري فوجدت حبا كبيرا من الشعب لرئيسه ووجدت الوحدة الوطنية السورية بأبهى أشكالها.. ويضيف السيد جواد: إن لقاء الصحفيين العراقيين وتوضيح وجهة النظر السورية مسألة على قدر بالغ من الأهمية في مواجهة تشويه حقائق الموقف السوري لأنه للأسف يقوم بعض السياسيين في العراق بمهاجمة سورية وفق إملاءات أو قناعات بعيدة عن الحقيقة ويتكلمون وكأنها تعبر عن آراء العراقيين.. وهم إنما يدلون بآرائهم الشخصية وليس رأي العراقيين ولكن الحمد لله رغم كل هذا الخداع فالشعب العراقي يدرك مدى حب الأشقاء السوريين له, وقد رأيت خلال زيارتي آلاف العراقيين في سورية ينعمون بحياة جيدة مع صدور قرارات من الحكومة بحق التملك لهم وممارسة الحياة الطبيعية كأي مواطن..ومن هنا أرى أن سورية هي الدولة العربية الوحيدة التي أعطت الأشقاء العرب حقوقا كما تعطي لأبنائها. ويضيف السيد جواد: كل ما يجري الآن هو استهداف لسورية ومؤامرة فقد كان العراق يشكل ظهيرا حاميا لسورية والآن ضعف هذا السند بحكم الواقع العراقي الجديد والمشكلة أنهم يطالبون سورية بحماية الحدود مع العراق بغرض كشف وخلخلة الجبهة تجاه إسرائيل عندما تسحب جيشها في المواجهة مع إسرائيل إلى الحدود العراقية حتى يشغلوا سورية عن أهدافها القومية الأساسية ويسهلوا الطريق أمام تنفيذ المخطط المرسوم وفرض الشروط عليها, حيث نرى تقرير ميليس الذي أقحمت فيه الاتهامات زورا وبهتانا, ولكن في النهاية نحن على ثقة بأن الحقيقة ستظهر وستنقلب المعادلة رأسا على عقب لأن إرادة الشعوب هي الأقوى. |
|