تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كفاكم نفاقاً

نافذة على حدث
الأثنين 15-8-2011
ريم صالح

من تخدعون؟سؤال يتبادر إلى أذهان الشارع السوري والعربي على حد سواء وذلك في ظل الرياء اللامتناهي والكلام الآفاق الذي يتشدق به

المجتمع الدولي حول حرية الإنسان وحقه في أن يعيش حياة حرة كريمة حيث العدالة والمساواة دون تمييز بين عرق أو لون أو دين.‏

ولكن مرة أخرى سقط القناع مجدداً عن وجه الغرب، هذا الوجه الذي يتبجح ويكشر عن أنيابه ويحاول دس سمومه في الجسد السوري عبر تشويه صورة سورية واختلاق أكاذيب وفبركات حولها واستغلال الحاجات المطلبية المشروعة للسوريين والافتراء بوجود أعمال عنف وحشية والمطالبة بوقفها فوراً كوسيلة لتفتيت سورية وإجبارها على الخضوع للإملاءات الأميركية الإسرائيلية في المنطقة وفي الوقت ذاته يتعامى تماماً عن وجود أي مظاهرات سواء في إسرائيل أو في بريطانيا أو حتى في دول عربية مجاورة.‏

أميركا تسعى إلى تضييق الخناق على سورية بل وتدعو الدول التي تتعاون مع سورية إلى مقاطعتها وفرض عقوبات على قطاعي النفط والغاز وهي بذلك تريد قتل المزيد من السوريين فمن لم يمت برصاص المجموعات الإرهابية المسلحة الممولة أميركياً عليه أن يموت بسبب العقوبات أو حتى الحصار الذي تحاول أميركا تطويق سورية به ومع ذلك تدعي أميركا حرصها على أمن وأمان السوريين وهي من يحيك المؤامرات لاستنزافهم وإبادتهم وسلبهم كرامتهم بدم بارد وتغض الطرف عن أزمات حليفتها بريطانيا.‏

المواقف الأخيرة عرت ولا تزال النفاق الغربي..ففي إسرائيل بالآلاف يتظاهرون مطالبين نتنياهو بالرحيل ولكن أين الإعلام الغربي والعربي المتآمر من ذلك كله؟أما في بريطانيا فإن كاميرون لوح بالجيش لقمع الاحتجاجات وهدد بحرمان المتظاهرين من السكن الاجتماعي ولعل الآنكى من ذلك أنه نعت المحتجين باللصوص والمجرمين وأعلنها مراراً أن السجون التي بلغ عدد معتقليها ما يربو عن الألفي معتقل قادرة على استيعاب المزيد..والسؤال الآن في وقت يتظاهر فيه الإسرائيليون لماذا يتجاهل الغرب هذه الاحتجاجات بالمطلق؟لماذا يتغاضى المجتمع الدولي عن المظاهرات في بريطانيا بل ويشرع الإجراءات البربرية الهمجية ضد المتظاهرين؟في حين تقوم الدنيا ولا تقعد لمجرد دفاع سورية عن سوريتها وحريتها وعزة أبنائها وشرفهم بوجه المافيات المأجورة التي عاثت قتلاً ونهباً وإفساداً؟أوليس للعدالة الإنسانية مفهوم واحد؟أم أن الحرية تعني إطلاق يد القوي لاستباحة حقوق الأضعف منه؟.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية