|
رؤية كمن داهمه ذكرى لرحيل مفزع يخاف ان يتكرر.. بدءاً من انطلاقة البولمان.. يكون للرحلة مغزى مختلف.. أدق التفاصيل التي نعيشها.. تجعلنا عندما نصل نشعر ببهجتها.. بعد أن ننسى مللها.. وبعد أن أصبحت ذكرى.. كما الكثير من التفاصيل التي هربنا منها في دمشق.. في رحلتي الاخيرة قبل أيام.. اللاذقية لم تعد كما كانت من قبل.. هي حزينة.. كما كل المحافظات الاخرى تبكي ألما.. تتمزق حنيناً الى ماض ربما لم يعرف البعض قيمته... تستقبل الوافدين اليها لتحتضنهم كما اعتادت.. ورغم الاصرار اللاشعوري على الاستمرار وكأن شيئاً لم يحدث.. شيء ما انتز ع منا.. ترقب لحالة مدينة تتشابه في المصير مع مدن أخرى..رغما عنها... بعد أن كانت رحلاتنا السابقة تضج حنيناً وشوقاً لرؤية البحر.. لم يشكل هذه المرة هاجسا.. كنا نحاول الاقتراب من أماكن أخرى لنكتشف عمق الوجع الانساني... معان جديدة ظهرت، الاحوال لم تعد كما كانت عليه.. هناك حيرة ما.. تلمحها لدى تعاملك مع البعض في ذاك السوق الممتد طويلا وسط اللاذقية والذي تتصارع فيه مصالح اقتصادية صغيرة.. بين رغبة بائع في استمرار رواج بضاعته وبين لحظاته الذاتية المقلقة التي يصارع فيها هواجسه.. البحر هو الآخر يبدو وكأنه يشارك الآخرين حيرتهم وقلقهم وكابوسهم..بدت موجاته فاترة بلا همة.. تنتظر من يرفعها.. ربما تتمكن من رؤية ما يحدث فتجد تفسيراً له.. وربما تتمكن من جذب الناس علّ روعة رؤيتها.. تعيد لهم شيئا من اتزانهم.. وكثيراً مما يتطلعون إليه .. |
|