|
ثقافة يعلن انحيازه إلى الشعر التأملي وقد أنجز ما أنجز في تجربته الإبداعية الشعرية وحتى إضاءاته النقدية ؟! وربما يذهب الاستغراب والتعجب حين نستعيد عناوين بعض مجموعاته: الرحيل والصوت البدوي/ أقواس/ مائدة الفحم/ أقوال في بستان الدم/ حريق الحانة حريق الروح/ نقوش على العمود/ مهرجان الأبواب. وربما تبوح قصيدة (أوج) ببعض ما نسأل عنه: شع صوته / أضاء / زقزقت/ يا فرحة الطيور بالمدى والماء/ عنادل تجيء من طفولة بعيدة/ وتفرد اشتعالها على مباهج الدراق والسفوح / ياشهقة الندى ما بين أول اقتباس/ جمرة اليخضور طازجاً وفتنة الجروح/ أما قصيدة تحول فتطل علينا بدهشة من يقبض على جمر أهو جمر الحب والذاكرة: الوقت منكسر وآنية المدى / وثقوب أوردتي بحجم الذاكرة/ قمر يطل.. اللوز يزهر/ وردة أولى تعد بساطها / للمرة العشرين/ نخل يستفيق/ يمد أروقة الغصون على حنايا الهاجرة/ فتعرشين على أفاريز الغياب ويدهم البحر الحنين.. وربما كان من المناسب أن نقتطف مقاطع من قصيدة بعنوان « زيتونة أمي»: زيتونة في فسحة الدار/ أمي أقامتها على لغة/ وشى التراب لها زنار أطيار/ قامت على سوق الهواء كما جذع يخبىء جذوة النار/ وجرى مسار خطوطها فبدت بـ (الدهن) والايناس والغار/ وتلفتت أغصانها فعلى/ أوراقها شهقات أوتاري. تقع المجموعة في /146/ صفحة من القطع المتوسط. لشاعرنا الكبير الصحة والعافية، ولنا من إبداعه الجميل والمتألق الفائدة والمتعة ولعل (عنود) تشعل نارها من جديد فيتقد الجمر، وكم نتمنى أن ينشر رسائلها إليه وقد أشار في صحيفة البعث ذات يوم أنه يحتفظ بها.. فربما سنقع على كنز أدبي جميل وملهمة قد تكون... |
|