تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حتى لاتبدو بسيطاً في نظر أطفالك؟!

مجتمع
الأثنين 15-8-2011
وفاء سليمان

ربماعلينا أن لانفكر ونتحدث بفوقية في هذا الموضوع أو اتباع أسلوب التنظير في الجائز والممكن لما نراه نحن الكبار منطقياً، فيخالجنا الظن أن الطفل يبقى طفلاً مهما كبر ولا يعي تماماً مايدور حوله مع قدرتنا على الإحاطة بكل مايدور في تفكيره.

بل على العكس نجد الطفل يتميز بتحرر فكري وجسدي يسير ضمن منطقه الخاص المشبع بخياله الخصب، إلا أنه يعود للواقع بعنف عن شعوره بالغضب والاستفزاز حين يحاول أحد والديه تكرار سؤال ماعليه بين الحين والآخر حول أمر ظاهر للعين وشديد الوضوح كأن يسأله مثلاً (ماهذا الذي بيدك لعبة لا ليس لعبة؟ ماذا تفعل أخبرني؟ هل أنت هنا أو أنت فلان ولست فلان..) وإلى ماهنالك من أسئلة لامعنى لها.‏

يتوتر الطفل عندها ويصرخ في وجه سائله مندهشاً (يعني موشايفني شو عم ساوي) ومما يزيد الأمر سوءاً شعور الطفل أن الكبار يسخرون منه عندما يحاولون إضفاء جو من المرح والدعابة بتقليدهم إياه في تلعثمه أو عدم إحسانه مخارج الحروف ظناً منهم أنهم يسعدونه في ذلك لكن ذلك كثيراً ما يلعب دوراً سلبياً بنظرة الطفل لوالديه بعين الغباء غير المبرر بالنسبة لهم من جهة ومحاولته الابتعاد عنهم أو الكذب عليهم أحياناً للخروج من مأزق أو الحصول على شيء من جهة أخرى وهو على قناعة تامة أن لديه الذكاء والقدرة على تحويل الظروف لصالحه نظراً لاعتقاده أن الأكبر سناً لايملكون الذكاء الكافي لاكتشاف الأمر.‏

مما يزيد الفجوة بين الآباء والأبناء مستقبلاً، إذ ليس علينا أن نغفل أهمية مناداته -أي الطفل- باسمه والتأكيد عليه لما يشعر ذلك بالاعتراء بنفسه مع الحفاظ على نوع من الحوار المنطقي في كثير من الأوقات لأن الطفل يتمتع بدرجة من الذكاء لايستهان بها ثم إن شعور الطفل بأنه يكبر كل يوم ولم يعد صغيراً يظهر جلياً عند محاولته سرد قصة كانت في الماضي باعتقاده عندما كان صغيراً، إذاً هو ينظر لنفسه بأنه كبير ويحتاج لمن يعزز لديه هذا الشعور وليس العكس وهذا مايبني نوعاً من الإلفة والاحترام والثقة بين الطفل ووالديه في المستقبل القريب ويعزز شعوره بالمسؤولية تجاه نفسه ومن حوله.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية