|
مجتمع من أن الراحة مطلوبة بعد الجهد والجد وكذلك اللعب والمرح والترفيه عن النفس والترويح عنها بكل الأساليب المتوفرة دون أن ينعدم التوازن بين الالتزام الزائد واللعب المفرط، حيث يستغرق التلميذ في اللعب وقتاً طويلاً لأن الإجازة في نظره تكون ضوءاً أخضر يضيء فضاءه الداخلي فيبيح له أن ينفلت من ضوابطه بشكل نسبي، حيث تقل الممنوعات وتزيد المسموحات وينطبق ذلك على عدد من الأمور والقواعد اضافة للسلوكيات الأخلاقية والنشاطات الترفيهية السطحية وغير ذلك. ضرورة تربوية.. السيدة أم أحمد الأم لثلاثة أطفال في التعليم الأساسي قالت : إنها ترى في العطلة الصيفية ضرورة تربوية وصحية لأطفالها بعد عام دراسي طويل وشاق يتطلب راحة وإجازة من تعب الدراسة والوظائف والدوام المدرسي من أجل تجديد الطاقات والحيوية لأبنائها حتى يعودوا الى المدرسة أكثر نشاطا وقدرة على العطاء والإبداع، وأضافت: إن عدم الاجازة والاستمرارية في الدراسة ينهكان التلميذ ويجهدانه ويجعلانه أكثر خمولاً وكرهاً للتعلم. ملهاة وفوضى.. أما السيدة أم علي الام لخمسة أولاد بعضهم في المرحلة الأساسية والبعض الاخر في المرحلة الثانوية كان لها رأي آخر في الإجازة الصيفية، فقد حيث اعتبرتها ملهاة وفوضى لأبنائها الذين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها خلال إجازة الصيف التي تتسبب حسب وجهة نظرها بانفلاتهم أكثر فأكثر، مضيفة انها لاتصدق متى تنتهي إجازة الصيف. تنمي المهارات.. يؤكد نخبة من الباحثين التربويين أن عقل الطفل والمراهق وشخصيته يمران بمرحلة ذهبية في التعلم تستوجب الاستفادة منها وتطويرها وإغناءها بكل ماهو مفيد في مواجهة الفراغ الطويل، وذلك من خلال ممارسة قائمة من النشاطات والأعمال المفيدة والمثمرة خلال الإجازة مثل ممارسة الرياضة وبذل الجهد والوقت لتنمية المهارات المتنوعة والاستمتاع فيها، وكذلك ممارسة النشاطات الثقافية العديدة كالقراءة الجادة للكتب والمجلات وزيارة المتاحف والاثار وغيرها إضافة للنشاطات الاجتماعية المتنوعة والزيارات للأهل والأقارب والأصدقاء والرحلات، كما أن هناك نشاطات تعليمية وأكاديمية متنوعة ودورات تضيف إلى مهارات الطفل وقدراته الشيء الكثير. كما يتوجب التخطيط لأوقات الفراغ وبذل الجهود للتعرف على مايمكن عمله وانجازه خلال الإجازة، ويمكن القول: إن أساليب التربية التي تشجع الطفل وتكسبه الثقة بنفسه تزيد من قدرات الفرد وتحصيله وذكائه، كما أنه يجب الانتباه إلى أهمية تشجيع وتنمية المهارات والقدرات الابداعية عند الطفل من خلال إعداد البرامج الدراسية الخاصة التي تتعرف على مهارات الطفل وميوله ومن ثم تتناسب مع قدراته وتنميتها إضافة إلى تزويد المتفوقين بالمواد الأولية اللازمة والحوافز والألعاب الخاصة والتأكيد على التشجيع المنظم لهم في مختلف المراحل الدراسية والعملية، ولعله من المثيرات أن كلمة ابداع او ابتكار أو مهارات خاصة لاتتكرر في لغتنا اليومية وحواراتنا بينما نستعمل كثيرا من الكلمات التي تتضمن التقليد والاستهلاك السلبي. تأثير التلفاز.. في الإجازة الصيفية يتعلق معظم ابنائنا بمشاهدة التلفزيون ويقضون أوقاتاً طويلة سلبية يتلقون ما يعرض عليهم من أفلام ومسلسلات وبرامج، ومن المعروف إن الطفل لايمكنه أن يعيش في حدود الواقع فقط وإنما يسرح بخياله بعيدا محاكياً شخصيات الأفلام والبرامج مقلدا الكثير من حركاتهم وتصرفاتهم وانفعالاتهم وايضا انتصاراتهم،ويعتبر التلفاز أحد الوسائل الأساسية التي تؤثر على المشاهد وشخصيته وتشده لمتابعة البرامج المتعددة والاحداث والمسلسلات والأفلام، والطفل يتفاعل مع هذه المواد بكامل تكوينه واحاسيسه وخيالاته وبعض الاطفال يدمن على مشاهدة التلفزيون بشكل واضح كما أن بعضهم يستغرق في خيالاته وفي أحلام اليقظة لساعات طويلة وربما يعكس ذلك مشكلات يواجهها الطفل مع نفسه في المنزل او خارجه. وتشير معظم الدراسات إلى أهمية الرياضة في الإجازة الصيفية بالنسبة للتلاميذ، حيث يمكننا القول: إن الرياضة تحسن من الثقة بالنفس وتشغل أوقات الفراغ وتساعد على الاحتكاك بالآخرين وتنمي الجسم والعضلات والعظام كما تعيد للجسم صحته وعافيته، وأيضاً تضمن تفريغ كثير من المشاعر العدوانية والسلبية والتي تؤدي الى كبتها او تراكمها إلى الاضطرابات النفسية والجسمية المتنوعة. |
|