تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تخفيض جلسات التداول والشروع بتأسيس ذراع استثمار حكومي

دمشق
بورصات
الاثنين 15-8-2011
تغريد الجباوي

قبل ولادة سوق دمشق للأوراق المالية بخمس سنوات كنا نقرأ عن الأسواق المالية وأهمية البورصة بالنسبة لاقتصاديات العالم...

ولما كان الحلم من حق الجميع كنا نطمح بسوق يعكس اقتصادنا الوطني أسوة بكل أسواق العالم.‏

وفي آذار عام 2009م عندما ولدت سوق دمشق للأوراق المالية وأصبح الحراك الإعلامي يتحدث عن البورصة في العمق ليعطيها مزيداً من القوة والدفع سرعان ماتوالت انهيارات أهم البورصات في العالم بسبب الأزمة المالية العالمية.‏

وكان لنا نصيبنا من هذه الأزمة الكبيرة بالاضافة للظروف الاستثنائية التي باتت تهدد بالإطاحة بحلمنا الكبير...كل هذا انعكس سلباً على أداء السوق وكان لابدمن أن لانقف مكتوفي الأيدي.‏

الوضع الحالي للسوق‏

لم يعد يخفى على أحد استمرارالأداء السلبي لسوق دمشق للأوراق المالية وتزايد الضغط من جانب العرض ورغبة المستثمرين بالبيع وتصريف الأسهم إلى جانب كثرة خروج الشركات من دائرة التداول .‏

وفيما يتعلق بالوضع الحالي لسوق دمشق للأوراق المالية يرى المدير التنفيذي لسوق دمشق للأوراق المالية د. مأمون حمدان :أن مشكلتنا الحقيقية تكمن في ازدياد أوامر الشراء التي طغت على أوامر البيع رغم أن الكثير من المستثمرين لايعرفون أنهم يضرون أنفسهم بالبيع فالكثير من الأسهم نزلت قيمتها عن القيمة الاسمية.‏

وبالنسبة لمؤشرات النتائج نصف السنوية لأرباح الشركات ودلالاتها ومنعكساتها على السوق أشار حمدان: أن النتائج أعلنت في 30/6/من هذا العام، وظهرت على موقع السوق والنتائج أظهرت أن معظم الشركات كانت رابحة باستثناء شركتين .‏

وقال حمدان: يجب أن نفرق بين التحليل الفني المعتمد على الشاشة فيما إذا كانت الشاشة خضراء أوحمراء والتحليل الأساسي المعتمد على تحليل الشركة وأرباحها وامكانياتها وفيمايتعلق بالتحليل الأساسي السهم غير معبر عن الشركة طالما أنها رابحة.‏

نصيحة لكل المستثمرين‏

ووجه د.حمدان نصيحة لكل المستثمرين الذين يتخوفون من الانخفاضات الكبيرة للأسهم أن امتلاك الأسهم أفضل بكثير من الحصول على العملة النقدية والمخاطر تكون أقل بكثير حتى في حالات التضخم وهبوط العملة وذلك لأن قيمة السهم سترتفع لأنها عبارة عن أصول وأراض.‏

وبالنسبة لخصوصية شهر رمضان ومنعكساته على الكثير من القطاعات قال حمدان: ينخفض حجم التداول في كل دول العالم في شهر رمضان ونحن خفضنا جلسات التداول إلى ثلاثة أيام أسبوعياً وذلك لتأطير عمليات البيع.‏

الصندوق الاستثماري‏

وعن كيفية انقاذ مايمكن انقاذه بالنسبة لسوق دمشق للأوراق المالية وأهمية إحداث صندوق استثماري قال حمدان:‏

تمت دراسة الصندوق في وزارة الاقتصاد والآن نحتاج لموافقة رئاسة مجلس الوزراء حيث سيتم تمويل الصندوق من الدولة وحتى الآن ليس لدينا معلومات عن ملاءته المالية .‏

وأشارحمدان أن دخول الصندوق إلى السوق لشراء الأسهم لأن مشكلتنا الحقيقية تكمن في عدم وجود مشتر للأسهم وبالمقابل لدينا عرض هائل من الأسهم.‏

الفرصة لمن يمتلكون المال‏

ووصف حمدان الوضع الحالي للسوق المالية والأزمة التي تمر بها البورصة بالمرحلة الأصعب التي شهدتها السوق لأن السوق نزل بمافيه الكفاية والفرصة الآن لمن يمتلكون المال لشراء أسهم في البورصة شريطة أن يعرف المشتري بأي شركة سيشتري أسهماً وأن يكون لديه الصبر الكافي .‏

أما إذا استمر الوضع بالتردي فلابد من تدخل الدولة لشراء كميات كبيرة من الأسهم، الأمر الذي سيخلق طلباً على الأسهم، وبالتالي ستكون الدولة هي الرابحة حكماً .‏

وأشار د.حمدان أن هناك دوماً من هو خائف من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها المنطقة وهنا لابد من الإشارة إلى أن بقاء الأسهم هو أفضل لكن وللأسف لدينا مشكلة في الثقافة البورصية ونحن بدورنا لانريد التشاؤم فقد بدأت قبل أيام بعض الأسهم بالصعود وبكميات جديدة ومن المتوقع في الأيام القليلة القادمة أن تظهر بعض الأسهم باللون الأخضر.‏

أهمية الإجراءات‏

وبالنسبة لأهمية إنشاء صندوق استثماري للحد من ظاهرة انخفاض أسعار الأسهم وازدياد عروض البيع التي طغت على الشراء قال د. عابد فضلية نائب عميد كلية الاقتصاد :‏

إن الصندوق الاستثماري هونوع من التدخل الايجابي في السوق حفاظاً على مصالح المستثمرين أصحاب الأسهم وذلك لعدم انخفاض الأسهم تحت حد معين حتى لايؤدي إلى خسائر وكذلك للتدخل عندما يتم رفع الأسعار فوق حد معين وهو اقتراح مقدم من وزارة الاقتصاد للحفاظ على التوازن النسبي للسوق بهدف عدم جنوح الأسعار خارج الأطر المنطقية.‏

مرحلة طبيعية وسنتجاوزها‏

وفيما يتعلق بالوضع الحالي للسوق والأزمة الحقيقية التي يعيشها وصف د. فضلية السوق بأنه يمر بمرحلة استثنائية وهو نتيجة طبيعية للوضع الاستثنائي نتيجة الخسائر في السوق لمعظم أنواع الأسهم.‏

حتى التداولات كانت تتم في الحد الأدنى بالإضافة إلى أن جلسات التداول قد شهدت في الأشهر الأخيرة انخفاضاً نسبياً في رقم التداول اليومي وأصبح العرض أكثر من الطلب وهذا أمر طبيعي للأزمة المالية فمعظم الناس يتجهون للتخلص من الأسهم ببيعها وذلك لسببين الأول وهو الحاجة إلى السيولة والثاني: هو الخوف والقلق من تدهور الأسعار في المستقبل لذلك نجد شريحة عريضة من متوسطي وصغار حملة الأسهم يتسابقون لبيع أسهمهم.‏

وأوضح د. فضلية أن أسعار الأسهم تنخفض بسرعة نتيجة العرض الكبير للبيع حتى المستثمرين لا يشترون بنفس الوتيرة نتيجة قلة السيولة وعدم المخاطرة لذلك العرض يفوق الطلب، كذلك نرى أن الطلب أدنى من العرض رغم انخفاض الأسعار وتخفيض عدد جلسات التداول لتهدئة السوق وبالنسبة لتخفيض جلسات التداول من خمسة أيام إلى ثلاثة أيام فقط أكد د. فضلية أنها تهدف لترك فراغ للتداول ، وأيضاً لفرملة انخفاض الأسعار وزيادة العرض،ولكسب الوقت أملاً باستقرار السوق‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية