|
شباب وبعض تلك الأبحاث التقت بشكل مباشر مع الشباب فكانت الأسئلة وجها لوجه، وبهذا تكون قد تحققت مسألتان مهمتان لفهم الشباب بشكل أفضل، وهما السؤال والتفاعل. فالسؤال كمفتاح للعلم هو مفتاح للفهم والتفاهم أيضاً. والتفاعل كما هو تعبير عن التفهم للآخر هو كذلك استجابة لحاجاته. يحتاج الشباب إلى هاتين العمليتين من قبل الآخرين ومحيطهم ومجتمعهم. فهم بحاجة إلى من يستمع إلى أسئلتهم العريضة وتساؤلاتهم الكثيرة، فالمرحلة العمرية التي يمرون فيها، وقلة تجاربهم قياساً بأهلهم، ونسبة وعيهم المحدود، تجعلهم في أمس الحاجة لمن يجيب على تساؤلاتهم ويزيل بعض الالتباسات عنهم كما في حياتهم الخاصة في الفكر والسياسة والاجتماع. هنا تأتي أهمية مبادرة المتعاملين مع الشباب نحو التجاوب معهم في هذا الإطار. التفاعل معهم كعملية أساسية ومهمة لتفهمهم والاستجابة لحاجاتهم على أن تتم من الطرفين، لا من طرف الشباب فقط كما يطالب به البعض، بل هي مطلوبة وأكثر ضرورة من الطرف الثاني، وهو المحيط الذي يحتك ويتعامل معه الشاب بشكل دائم. بحيث لا يكون بفرض الآراء والأفكار والسلوكيات عليهم، بل من خلال عملية تفاعلية تشاركية يصل فيها الشاب إلى القناعة والإيمان سواء سلباً أو إيجاباً، بما يتم العمل أو الحوار والنقاش حوله ويتلقاه وينفتح عليه من قضايا ومواضيع عامة. بالمقابل الأمر يعتمد على إرادة الشاب و رغبته في الوصول لأي شيء كالنجاح والتفوق علمياً، أو أن يكون له دور في مجتمعه ومستقبله . ان النزوع إلى التساؤل والميل إلى الفاعلية والحضور والحركة بين الشباب هي ميزة، فإذا لم تتح الفرصة لهم كي يطرحوا الأسئلة، فإننا نحولهم إلى أن يكونوا متلقين وحسب، وبذلك نكون قد منعناهم من جذر إنساني أساسي يتمثل بالتفكير والتعقل. ----------------------------------------------- linadayoub@gmail.com |
|