|
شباب أمام حشد كبير من عشاق الأدب ومريديه، كيف يتم تقديم العرض وهيكلية المعلقة، ومن أين سيبدأ الشاب وما هي الخطوات التي يجب اتباعها كي يصل إلى أكبر قدر ممكن من التميز والنجاح، حول هذه النقاط أقيمت ورشة عمل تفاعلية شارك فيها مجموعة كبيرة من الشباب والشابات في مقر عيادات العمل بإدارة المدرب يوسف سليمة حيث أضاءت الورشة على الظروف التي ستحيط بالعرض والإجابة عن أسئلة عديدة تراود شبابنا وشاباتنا أثناء تقديم العرض، والسؤال الأكثر إلحاحاً لدى كل المعدين هو متى سيقدم العرض - اليوم - التاريخ - الساعة، وما هو الزمن المتوقع الذي يستغرقه تقديم العرض (الحد الأقصى، الحد الأدنى) إضافة إلى ذلك من هي الفئة المستهدفة في العرض، وما هي المعلومات العامة أو المعارف السابقة التي تتوقعها لدى الحضور حول الموضوع، زائد الإمكانات المتوافرة (الأجهزة،
الإضاءة، في مكان العرض، الأدوات المعينة في العرض أجهزة الصوت..) وعلى الشاب أو الشابة قبل العرض أن يتأكد من مسألة في غاية الأهمية وهي تأكد الشاب من الذي سيقدمه، أهو يقدم نفسه أم يقدمه الآخرون. وهل سيطرح على الشاب المقدم أسئلة من الحاضرين عن الموضوع خلال العرض أم بعده. ---------------------------------------------- خطط العرض الورشة توقفت مطولاً عند تحديد خطط العرض من أجل تنفيذ الإجراءات الآتية أولها تحديد الهدف من تقديم العرض، وتحديد مصادر المعلومات من أجل الدقة والمصداقية، مع تصنيف المعلومات والحفاظ على الترابط والتسلسل فيما بينها ثم تأييد المعلومات بأدلة وشواهد مقنعة، وأيضاً تحديد المعينات البصرية (صور - جهاز تصوير وعرض «فيديو» مخططات). وعند كتابة العرض التقديمي، يجب تحديد الهدف والغاية المنشودة من العرض في الشريحة الأولى، ومن ثم تقديم فكرة العرض في الشريحة الثانية وعلى مقدم العرض كتابة النص بجمل قصيرة وبعدد محدود من الكلمات، لتستوعبها العين بسرعة، وتقسيم مادة العرض إلى عناوين واضحة وليس إلى فقرات، وتوزيع مادة العرض على شرائح ووضع عنوان لكل شريحة، مع عدم ربط الشريحة بأخرى تالية لها، فهذا يدفع القارئ إلى الربط بينهما فيفقده جزءاً من التركيز، وأيضاً أثناء كتابة العرض التسلسل المنطقي في عرض الفكرة، واستخدام الكلمات المباشرة للتعبير عن الهدف المراد إيصاله إلى الحضور ثم الاقتصار في العرض على ثلاثة أفكار أو أقل، لأن كثرة الأفكار في العرض تؤدي إلى تشتت ذهن المستمع وتخبطه. وفي الورشة تم عرض تمرين للشباب على كيفية التصميم واستخدام برنامج العرض التقديمي على الحاسوب لتصميم شرائحك، مع مراعاة وضوح الخط والألوان، وإدراج الصور المناسبة والمعينة على الفهم، وعدم الإكثار منها لأن ذلك يشتت انتباه المتابع، إضافة إلى إدراج المخططات والجداول والإحصاءات وتوظيفها في المكان المناسب، وإعداد نشرات مطبوعة بالمادة المعروضة لتوزيعها على الحضور بعد انتهاء العرض، إن أفضل طريقة لتدريب الشباب في تقديم العرض التفاعلي هو التدريب في البيت أو أمام مجموعة من الرفاق والأصدقاء، مع برمجة المتدرب على مدة العرض. ----------------------------------- سمات المتحدث الناجح إن أهم سمات المتحدث الناجح هي تلوين الصوت بما يناسب الموقف، والإقبال على المستمعين بالوجه، ثم جذب المستمعين بالتنقل في أثناء الكلام، والنظر إلى الحاضرين جميعهم أي تمرير النظر على كل شخص بدوره وكأنك تنظر إليه لأول مرة بإعجاب وحب مع استخدام ايماءات الوجه وحركات اليدين بما يناسب العرض الذي تقدمه أي عليك أن تجعل الحركة متناغمة مع العرض، كي لا يشعر المستمع بالملل والضجر ويحول فكره عنك، ومن السمات أيضاً القدرة على مواجهة الخطأ في الكلام بهدوء وروية، وضبط النفس وعدم الخوف والارتباك. وأيضاً امتلاك مهارة التواصل مع الجمهور ومشاركتهم في الحديث المطروح والثناء على ما يقولونه حيال الموضوع أو تكرار الكلمة التي يقولونها إذا كانت تناسب الموضوع، ومن سمات المتحدث الناجح قدرته على استخدام عبارات وجمل قصير، لطيفة لملء الوقت الذي يقف فيه المتحدث، فهي تساعد على متابعة عرض الفكرة مثل هل أنتم معي في هذا؟ ما رأيكم؟ نلخص ما ورد سابقاً. وعلينا ألا ننسى أن الافتتاح الشائق والاختتام المناسب يشدان الجمهور ويتركان لديه انطباعاً جيداً ويساعدان في الوصول إلى الهدف وترسيخه، الافتتاح يولد صورة في ذهن المستمع فإذا كان سلبياً كون صورة سلبية وإذا كان الافتتاح جميلاً كون في ذهن المستمع صورة بهية، الافتتاح الشائق يكون بسرد قصة - طرفة - تخيل - تجربة خاصة أو قراءة خبر أو ذكر حقيقة أو عرض بصري (لوحة - عرض شريط سينمائي أو عرض سمعي من غير إطالة)، أما الإختتام المناسب يكون بمقاربة سريعة لكل الأفكار التي وردت أو تلخيصها بشكل مبسط والتذكير بالنقاط الأساسية ثم فتح آفاق جديدة لدى الجمهور. في نهاية الورشة تبين أن الهدف من العرض هو تعريف الحضور ببناء المعلقات والفكرة من العرض: تمثل المعلقات مرحلة النضج للقصيدة العربية التي تتألف من مفاصل ثلاثة رئيسية هي مطلع وعرض وخاتمة. ثم تحديد المعلومات المراد عرضها، والمعارف والمعلومات المطلوبة والمؤثرات البصرية المطلوبة والمقدمة الشائقة والخاتمة المناسبة. إن تجسيد هذه الأفكار من قبل الشباب عبر تمارين على أرض الواقع يعزز ثقتهم بأنفسهم ويصقل الشخصية ويقويها، ثم ينمي لغة الحوار ويكسر الرهبة أمام الجمهور فالتدريب والتجريب هو الذي يكسر حاجز الصمت والخوف ويطلق عنان الفكر، لذلك المتحدث الناجح لا يكفيه أن يكون جريئاً وقوي الشخصية بل عليه امتلاك كمية كبيرة من المعارف والعلوم لتكون سنداً له أثناء تقديمه أي عرض وتراكم المعارف والخبرات هي الكفيلة لنجاح مقدم العرض. |
|