تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


برسم الحكومة ...خريجون يعينون وآخرون!!!

شباب
الاثنين 2011/8/15
حسين مفرج

أصدرت الحكومة مؤخراً قراراً يقضي بتعيين الخريجين الشباب في مختلف القطاعات الحكومية كخطوة اصلاحية جديدة بهدف الحد من البطالة

نظراً لأن الشباب هم الشريحة الأكبر بالمجتمع ونبض المستقبل وعماده.‏‏

لا ننكر أن هذه الخطوة جديدة وإيجابية وتستحق كل التقدير والاحترام وتشير إلى أننا على أعتاب مستقبل جديد مشرق قوامه تكافؤ الفرص بعيداً عن المحسوبيات والمصالح الشخصية بعد أن أصبحنا نشغل تفكيرنا جدياً برموز المستقبل ( الشباب) ، لكن وليسمح لنا أصحاب القرار اذا قلنا بأن هذه الخطوة عرجاء وغير ناضجة لأنها اكتفت بالشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم ثلاثين عاماً وتناسب بشكل أو بآخر أولئك الذين تجاوزت أعمارهم الثلاثين الأمر الذي عكس صورتين الأولى أن مسؤولينا لا زالوا يعتقدون أن جميع الخريجين الذين تخرجوا من جامعاتهم منذ عشرة أو خمسة عشر عاماً قد تعينوا لهذا لم يأت القرار المذكور على ذكرهم نهائياً لندخل في الاعتقالات الأفلاطونية التي هي أصلاً غير موجودة إلا في الجمهورية الأفلاطونية ، والثانية : أن من تجاوز الثلاثين من خريجينا فئة قليلة ولا تستوجب النظر بها لنقع في خطأ جديد لأنه حتى لو كان هذا الاعتقاد صحيحاً كان حري بنا أن نأخذ هذه الفئة من الخريجين بعين الاعتبار لأنهم من أبناء هذا الوطن.‏‏

‏‏

إن حكومتنا الجديدة التي تعتبر عنواناً للاصلاح تدرك جيداً أن من تم تعيينه خلال الفترة السابقة هو من كان لديه المقدرة على ذلك ولا نقصد المقدرة العلمية وإنما من لديه واسطة أو كان مدعوماً أو غير ذلك وبالتالي ضاع الكثير من خريجينا نتيجة لهذه المفارقات وغردوا خارج السرب عنوة عنهم.‏‏

وإذا كان البعض من مسؤولينا لايعرفون ذلك لأسباب وأسباب ما عليهم إلا أن يكتشفوا هذه الحقيقة المرة عبر سجلات مكاتب التشغيل التي تتحدث بالارقام وليس غير ذلك ليجدوا أن الآلاف من أولئك الخريجين لا يزالون بلا عمل والبعض منهم سئم حياته من جراء ذلك والأسئلة التي تطرح بهذا الشأن : ما ذنب أولئك الخريجين في بقائهم دون تعيين؟ ألم يكونوا ضحية للفساد والرشاوى والمحسوبيات؟ وهل الشهادات التي حصلوا عليها دون تعب وكد ومصاريف ؟ والأهم من ذلك كله هل يجوز أن يدفعوا الضريبة مرتين الأولى في حالة الفساد عندما تم شغل معظم أماكنهم بآخرين ممن يحملون الشهادة الابتدائية أو الاعدادية أو الثانوية وهذه الحالة ان لم يصدقها مسؤولونا عليهم أن يبحثوا في سجلات الدوائر والمؤسسات الحكومية ليروا بأم أعينهم، بل ولا نغالي اذا قلنا أن هناك من الوظائف التي تتطلب حصراً الشهادة الجامعية قد تم شغلها من أشخاص لا علاقة لهم بها ودون الكفاءة المطلوبة ، أماالثانية التي تجرح خريجينا القدامى أن يدفعوا الضريبة في بداية زمن الاصلاح أيضاً والذي نؤكد على ترجمته إلى واقع ونشد على كل الأيادي التي تعمل على اخراجه للنور لأنه مستقبلنا ومستقبل أولادنا بل ومستقبل سورية قبلة العالم ورمز كبريائه.‏‏

أن ما تحدثنا به وأشرنا إليه ليس تقزيماً لأحد أو تقليلاً من شأنه أو محاباة لأحد وإنما من باب الإشارة للخطأ ليتم تجاوزه وتكون حلقة إصلاحنا كاملة متكاملة لا ينقصها شيء، فهل يعاد النظر بوضع أولئك الخريجين ؟ وهل تشهد قادمات الأيام قراراً جديداً يقضي بتعيينهم دون شرط طالما أن الحق إلى جانبهم ؟ هذا ما يتمناه كل مواطن شريف همه واهتمامه استقرار وطننا الغالي وسؤدده ليبقى شامخاً على الدوام.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية