تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التجني على الجيش

خط على الورق
الثلاثاء 25-8-2015
أســــــــــعد عبـــــــــود

على مواقع التواصل الاجتماعي كثيراً ما تطالعني من أخوة غادروا البلاد ليكونوا مع المعارضة أو إحدى المعارضات، عبارات اساءة للجيش السوري. لا أعلم إن كان العداء للجيش أحد شروط المعارضة !

ذلك أن لا جامع يجمع المعارضين، و لم يكن ليطلب منهم أكثر من أن يديروا ظهرهم للوطن و ما فيه و ينفذوا بما جنت أيديهم و تبدأ من عندهم ملحمة اعلان الكراهية لكل ما بقي في سورية.‏

أتخيل الكثير منهم غير كارهين أبداً لهذا الوطن. طبعاً لا يدخل في مخيلتي أبداً الذين خرجوا من عبء السلطة بعد أن شربوا رحيقها حتى الثمالة... هؤلاء الذين امتلأت خزائنهم و لم تمتلئ عيونهم الشرهة... كانوا دائماً يكرهون وطنهم و مواطنيهم حتى وهم على رأس السلطة... يكرهون حتى أنفسهم... عبد الحليم خدام مثلاً.. فليقل لي أحدٌ ما عن مأثرة واحدة خلفها هذا البغيض في ضمير هذا الشعب.‏‏

إنما أتوجه بكلامي للجميع ولاسيما أولئك الأخوة الذين لايبعد بيننا إلا الظروف القاهرة و المواقف الحرة في الاختيار. أقول لهم: كيفما اتجهت الاحداث و حيثما كان المصير علينا أن نحافظ على ما بقي في هذا البلد، و أن نعمل لإنقاذ و صيانة ما يمكن انقاذه و صيانته... ليس لإرضاء معارضة أو حكومة... إنما من أجل مستقبل الحياة في هذه البلاد.‏‏

بتقديري أن الجيش السوري هو أهم ما يجب الحفاظ عليه ومحاولة ابعاده عن عبارات التشفي و الشتم و الانتقام.‏‏

هذا الجيش كان و مازال المؤسسة الأولى و الأهم في سورية و قد تعرض دائماً لمحاولات النيل منه وصولاً إلى التفكير في تدميره..‏‏

لننتبه جميعاً إلى ما يدور على ألسنة الغريب و القريب من ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية و الجيش في مقدمتها... و لننتبه إلى ما ضرّ بالعراق بعد أن قام الصهاينة بقرار المحتل الأميركي بحل الجيش... ثم لنقرأ بدقة في تاريخ هذا الجيش... لنقرأ بصدق... دوره العسكري و غير العسكري و حديثي هنا عن الدور الاجتماعي التعليمي التثقيفي الكبير الذي كان للجيش السوري في تاريخ هذا البلد.‏‏

الجيش السوري و على مدى عقود متتالية شكل أكبر و أعظم مؤسسة سورية لتعليم الأميين و تموين الفقراء و معالجة المرضى و نشر العلوم و المعرفة و التصدي لملمات تحصل في الوطن.‏‏

هذا جيشنا كلنا... أينما كان اصطفافنا... و هو مفتاح الحل وطريق الأمل الأوسع للخروج بوطننا من محنته الكارثية...‏‏

فيا أخوتي السوريين... مهما بلغت فينا الآلام – لا يظن أحدكم أنه لوحده الموجوع المتألم – لنترك لهذا الجيش أن يقوم بدور لا بد أن يقوم به... و لنحذر... لنحذر... من الاساءة له.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية