تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الفكـــــر الأســـــود..والطفولـــــــــة عبـــــر أفـــــــلام قصيــــــرة

ثقافة
الثلاثاء 25-8-2015
آنا عزيز الخضر

العنف والقتل واجتثاث أي انجاز حضاري، هي ثقافة ملازمة للفكر التكفيري الأسود، الذي يقصي الآخر ويلغيه تحت عنوانين، هي صورة لإقصاء العقل والمنطق البشري، فيرتكبون أبشع الجرائم تحت مسمى الجهاد، أي جهاد هذا ؟؟!! وهم يقترفون الفظائع بحق الناس، وجرائمهم لا تدينهم هم فقط، بل تدين حتى كل من يقف متفرجا على أفعالهم،

فهم همجيون بعيدون عن الأخلاق والقيم وأي معيار إنساني، حيث لا حرمة لأحد عندهم.. حتى الطفولة في مفاهيمهم لها شكل آخر، فهم يدربون الأطفال على حمل السلاح، ويعملونهم كيف يقطعون الرؤوس متباهين بذلك، وكم نشرت عبر وسيلة اليوتوب، مقاطع تصور هذه الأفعال بفخر... هذا وغيره من الأفعال وأرضيتها وأسباب مدفوعة من الخارج، ما حاول الإضاءة عليه فيلم (أطفال جهنم) إخراج (حازم بخاري)، وأهميته بكونه يرتب وثائقه بآلية خاصة، أخذت من الواقع الكثير، والوقائع والحوادث خير دليل، فأضاء على آليات تفكير وماهية فكر، في أبسط قواعده أنه ضد البشرية، إن أحسنا الظن به، عدا عن ملاقاته أعداء الوطن بأعماله التدميرية والمخربة لكل شيء، فهل يعقل أن يصل الأمر إلى استثمار الطفولة؟ وتسخيرها وتشويه براءتها إلى كل هذا الحد.‏

من جهة أخرى هناك أفلام عديدة لا تعد ولا تحصى عن اغتيال الطفولة بالشكل المباشر وفي كل الاتجاهات، عبر فقدان الأهل أو الإعاقة بسبب التفجيرات، مثل فيلم (آدم)، فيلم (شام) إخراج حسام داغستاني، وغيرها الكثير من الأفلام التي تصور معاناة الطفل السوري بتأثير ذاك الإرهاب، وذلك قبس ضئيل مما يعيشه ذلك الطفل على أرض الواقع، حيث يعجز التاريخ عن الاتيان بمثيل ما اقترفوه، فمن لم يسمع كيف قطعت داعش رؤوس أطفال مسيحيين لأنهم رفضوا تغيير دينهم، ومن لم يسمع بقتلهم لطفل وحيد لامه لأنه تلفظ بكلمة بطريق الخطأ، ومن لم ير أو يسمع بذاك الفيديو، الذي تم تناوله على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، كيف أن ذاك الطفل السوري المصاب بالرصاص والمحاط بقناصين إرهابيين، وقد أطلقوا عليه الرصاص أثناء محاولته سحب أخته من وسط النار لإنقاذها، فأطلقوا عليه الرصاص، وقع أرضا، ثم نهض راكضا، يحاول إنقاذ أخته التي تخوفت بداية، لكنه سحبها بشجاعة وهو مدمى وسط مطر من الرصاص ينهال عليهما، وهذا غيض من فيض من الصور والمشاهد اليومية التي يكررها ويصنعها مغول القرن الواحد والعشرين. هذا هو فكرهم الظلامي المتوحش، الذي لا يمت للإنسانية بصلة.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية