تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مكونــــــات الخطــــاب الشـــــعري..وشــــــعراء الحداثــــة

ثقافة
الثلاثاء 25 -8-2015
عمار النعمة

(في الخطاب الشعري المعاصر) عنوان كتاب صدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق للدكتور نزار بريك هنيدي ب250 صفحة من القطع الكبير.

يؤكد د.هنيدي في كتابه أن الدراسات الأدبية الحديثة أولت بمذاهبها وتياراتها المختلفة اهتماماً خاصاً بالخطاب الشعري, ودراسة عناصره ومكوناته, وبنيته ووظيفته, وسماته الخاصة التي تفرقه عن غيره من أشكال الخطاب الأخرى, وقد أدى ذلك كله إلى تشكيل ركام هائل من التعريفات والمقولات والمفاهيم والمصطلحات والنظريات المتداخلة والمتشابكة.‏‏

ويضيف: لاشك في أن محاولة فك خيوط هذا الركام يشكل مغامرة معقدة ومثيرة وضرورية في الوقت نفسه, إلا أن ذلك ليس موضوعنا في هذه الدراسة التي لانطمح من خلالها إلى أكثر من تسليط الضوء على بعض الملامح العامة للتحولات التي لحقت بعناصر هذا الخطاب, وتجليات هذه التحولات في قصائد عدد من شعراء الحداثة.‏‏

أولاً اللغة: ممالاشك فيه أن الشعر فاعلية لغوية في المقام الأول, أما اللغة فهي غاية في حد ذاتها, فالدور الأساس للكلمات هنا هي أن تكون الأحجار التي يتكون منها المعمار الشعري.‏‏

ثانياً الموسيقا: ربما كانت الموسيقا من العناصر التكوينية في بنية الخطاب الشعري, وإذا كان الوزن يشكل الموسيقا الخارجية للنص, فإن هناك موسيقى أخرى هي الموسيقى الداخلية.‏‏

ثالثاً الصورة: ممالاريب فيه أن التجلي الأعمق لرؤيا الحداثة في الخطاب الشعري هو ذاك الذي لحق بالصورة الشعرية, وأخرجها من موقعها التقليدي, كأسلوب للشرح والتعليل, أو أداة للزخرفة والزينة, لتصبح عماد البناء الشعري, وتلتحم بشكل عضوي بجميع عناصر الخطاب الشعري. بل أن الصورة أصبحت هي المركز الذي تتفاعل فيه جميع هذه العناصر, وتتضافر في حزمة تشع بالإيحاءات التي يستقبلها المتلقي, فتتفاعل مع حواسه ومشاعره.‏‏

رابعاً تقنية القناع: وهي تقنية خاصة من تقنيات الخطاب الشعري, يستنكف فيها الشاعر عن الكلام بصوته الخاص, ليتقمص شخصية يتحدث باسمها, ولايعني ذلك استلاب شخصية الشاعر أو اكتفاء بتمثيل دور الشخصية التي يتقمصها, وإنما تقوم التقنية أساساً على التفاعل العضوي بين شخصية الشاعر وشخصية القناع من أجل بلورة موقف خاص أو رؤيا جديدة.‏‏

خامساً التناص: تعريفاً هو تعالق نصوص مع نص حديث بكيفيات مختلفة.‏‏

والتناص يكون في الشكل والمضمون, وله آليات متعددة وأهداف ووظائف مختلفة أيضاً, لكنه في الخطاب الشعري التقليدي غالباً ما يكون اعتباطياً أو مجرد تقليد أو محاكاة لنص عظيم سابق، أو موظفاً لتحقيق هدف بسيط ووحيد.‏‏

سادساً إنتاج المعنى: يمكن للمرء أن يستنتج من مناقشتنا لعناصر الخطاب الشعري الحداثي فيما سبق, أن التطور الحاسم الذي أجرته الحداثة على الخطاب الشعري, يكمن تحديداً في انتاج المعنى. ففي الخطاب التقليدي يكون المعنى عادة سابقاً على النص, بمعنى أن الشاعر ينشئ نصه ليعبر فيه عن معنى مسبق مكتمل في ذهنه وغايته الأولى من النص أن يستطيع توصيل هذا المعنى إلى المتلقي.‏‏

ويذهب د.هنيدي إلى دراسة عدد من مكونات الخطاب الشعري وخصائصه ليتأمل القراء كيف عالجها شعراء الحداثة فنذكر بعض العناوين (ممدوح عدوان شاعراً - مقاربة عامة لتجربة فايز خضور الشعرية - المسرح الشعري عند نذير العظمة - من ملامح الحداثة في شعر سميح القاسم - شوقي بغدادي الإنسان....الخ)‏‏

يذكر أن د.نزار بريك هنيدي شاعر وكاتب سوري وطبيب اختصاصي بالجراحة العامة.. له ثماني مجموعات شعرية بالإضافة إلى كتبه في النقد الأدبي ammaralnameh@hotmial.com"والتطبيقي.‏‏

ammaralnameh@hotmial.com‏">والنظري‏

ammaralnameh@hotmial.com"والتطبيقي.‏‏

ammaralnameh@hotmial.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية