تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بين القول والعمل

البقعة الساخنة
الثلاثاء 25-8-2015
منذر عيد

اذا كان العالم اجمع متفقا على ضرورة القضاء على الارهاب في المنطقة، وبالتحديد تنظيم «داعش»، وضرورة ايجاد حل سياسي للازمة في سورية، وهذا الاجماع واضح اقله في تصريحات الجميع الاعلامية، فما الضير في أن يتحول القول عملا على ارض الواقع؟.

في الشكل فإن اميركا وتركيا والسعودية وباقي الدول الداعمة للمجمعات الارهابية مقتنعة بحماقة وفشل مشروعها العدواني على سورية، وما بدر عن المسؤولين في تلك الدول يقر بذلك، الا أن في المضمون لا تغير جوهري في سياساتهم، ومرد ذلك دون شك عدم انتهاء تلك الدول من قطاف ثمار مواسمهم الارهابية التي زرعوها في سورية، أو فرض معالم خرائطهم التي رسموها في اروقتهم الاستخباراتية في ارض الميدان.‏

ادرك الاميركي أن زمن القطبية الاحادية قد أفل، وان العالم لا يمكن ان يدار من قبل دولة واحدة، وبات متيقناً بفشل أن يصبح الارهاب «معتدلا» في يوم من الايام، الا أن فشله أيضا في تحقيق أهدافه في تدمير سورية، أو جرها الى مصاف الدول التابعة والخاضعة لاوامره، جعله يسير متثاقل الخطا على درب الحل السياسي، بل يتقدم الى الامام وعينه على ماض يمني النفس بأن يعود لتحقيق أحلام بددها صمود القيادة والجيش والشعب في سورية.‏

ولان السيد خضع واستكان، كان من الصعب على الاتباع والعبيد السير قدما منفردين، فلحق بركب الاميركي جميع الصبية – التركي والسعودي – فيما شق الاوروبي لنفسه طريقا منفردا وان كان موازياً عله يطول ما فاته من مكاسب ، أو يجد له مكانا في مستقبل المنطقة.‏

يتسارع الحراك في المنطقة، وتتوالى الصور، والجميع يسعى جاهدا للحصول على أكبر كم من المكاسب قبل لحظة الحقيقة، لحظة الحساب، فطاولة الحل ممدودة لا ريب في ذلك ، حيث تتوضح الامور وتوضع النقاط على الحروف، وينادى لكل باسمه.‏

على طاولة الحل التي يسعى البعض اليها فرحاً، والبعض الاخر ممتعضاً، هناك سيقال للتركي أنت من احتضن وسهل عبور الارهاب، وللسعودي أنت من مول وحرض وأفتى له بالقتل، وللأميركي أنت من حمى وكان غطاء له، هناك سيعترف الجميع بأن سورية أول الابجدية، وهي بداية الكلام، وهي المعنى، هناك سوف يسطر التاريخ أول صفحاته لحقبة جديدة ما قبل انتصار سورية وما بعده.‏

moon.eid70@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية