تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مابين السطور .. أصحاب الإرادة

رياضة
الثلاثاء 25-8-2015
حسين مفرج

استطاع أبناؤنا من أصحاب الإرادة والأمل ( ذوو الاحتياجات الخاصة )، أن يرسموا البسمة على شفاهنا ويزرعوا الحب والأمل في قلوبنا من جديد،وذلك في عرسهم الوطني الثاني الذي استضافته جامعة القلمون في مدينة دير عطية. بل وتفوقوا على ظروفهم وتجاوزوا إعاقتهم ليصبحوا في كفة الأسوياء, مسؤولين, منتجين, حريصين على رفع راية الوطن في مختلف المحافل الرياضية .

ما سبق ليس فيه مبالغة، فمن رأى أولئك الأبطال وتابعهم في مشاركاتهم الخارجية والداخلية ليس كمن سمع , ففي آخر مشاركة لهم استطاعوا بإرادتهم القوية وثقتهم العالية بأنفسهم صعود منصات التتويج ورفع علم الوطن في أكبر محفل عالمي في أميركا مؤخراً, ليعزف النشيد الوطني في سماء أكبر دولة وأكثرها عداء لبلدنا الغالي سورية, وما سجلوه بعرسهم الوطني الثاني من شعور كبير بالمسؤولية والارتقاء بأدائهم، أكبر دليل على تطورهم سواء على المستوى الرياضي أو عبر قدرتهم على الاندماج بالمجتمع, فكيف كان ذلك؟‏

لا شك أن لمسة الحنان التي أولتهم إياها السيدة الأولى أسماء الأسد الرئيسة الفخرية للأولمبياد الخاص، ورعايتها الخاصة لهم واهتمامها بكل تفاصيل حياتهم ونشاطاتهم، وتوفير جل مستلزمات الحياة لهم, كان السبب الرئيس في رسم الفرحة والأمل على وجوههم و تطور قدراتهم الفكرية والاجتماعية والنفسية والحركية، وزيادة ثقتهم بأنفسهم ليصبحوا فيما يقدمونه أسوة بالأسوياء على الصعيدين الرياضي والاجتماعي , ويتركوا بصمة وطنية تؤكد أنهم أبناء سورية البررة .‏

إذاً هم أبناء سورية الذين يريدون الحياة ويستحقونها ويسعون لرفعة الوطن, وإذا كانت مدينة دير عطية قد استضافت عرسهم الوطني الثاني، فهذا مؤشر حقيقي على الشعور الإنساني لمفاصل تلك المدينة وحسهم الكبير بالمسؤولية تجاه هذه الفئة وتقديرهم لما قدمته من إنجازات للوطن .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية