تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جيوش « أبرهة» !!

نافذة على حدث
الخميس 18-8-2011
حسن حسن

ولو اختلف الاسم في زمنين ، فإن للعدو والطغاة الأهداف نفسها والملامح ذاتها... هذا عصر «أبرهة» الأميركي حقاً: البوارج وحاملات الطائرات التي تطوق أرض المنطقة

العربية والإسلامية وتجوب بحارها وتتكدس قاب قوسين أو أدنى من مقدسات الأمة وقبلتها ، هي فيلة أبرهة.‏

الجيوش الأميركية والبريطانية الجرارة التي تستوطن الصحارى العربية استعداداً « للحرب الكبرى» هي جيوش أبرهة.‏

والهدف هو الهدف .. ليس مجرد احتلال ، أو أطماع نفط، أو وصاية استعمارية ، أو اعادة تشكيل سياسي للمنطقة وحسب. فالهدف الحقيقي هو أمة العرب والإسلام .. وأولاً مقدساتها وعقيدتها وانتماؤها.‏

ولا يخفي الأميركيون اليوم حدود أهدافهم ، فهم يصرحون جهاراً نهاراً بأن « ثقافة» ومعتقد وملامح أهل المنطقة هي المشكلة أمام مصالحهم وأهدافهم واستمراريتهم فوق أرض الأمة.‏

بالمقابل ، يقف معظم النظام الرسمي العربي في بؤرة عري تاريخي لم يسبق له مثيل. ليس فقط لأن موقفه من الحرب الأميركية على المنطقة أكثر من مخجل ، وليس لأن معظم هذا النظام لم يستطع أن يوجه لباراك أوباما ما قاله مانديلا لجورج بوش من أنه فاقد البصيرة وكاوبوي الإرهاب في العالم .. أو حتى ما قاله أي متظاهر في لندن أو مدريد أو باريس أو... بل لأن مظاهر حال الهزيمة السياسية التي يجسدها واقع الحال في المنطقة العربية اتسعت في الآونة الأخيرة ، وبلغت صورة التهافت السياسي إلى حد أن الأصوات الداعية إلى القبول بالوصاية السياسية الأميركية والاستسلام للأمر الواقع، ولم تكتف أيضاً بالترويج لثقافة الهزيمة الفكرية والثقافية ، وتصوير الأميركي القادم على متن البوارج وحاملات الطائرات كمخلص ، بل وصل الإذعان والاحساس بالهزيمة إلى حد الاستعداد لوضع الإسلام عقيدة وانتماء وفكراً وثقافة في قفص الاتهام.‏

ويبدو أن معظم هذا النظام يتآمر ، ولا يدري أنه يتآمر على نفسه ووجوده ولن يطول الوقت حتى يكتشف ذلك ، وعندها سيكون على ملوك الطوائف أن يتذكروا عبارة شهيرة في الأندلس القديمة عن البكاء على ملك مضاع.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية