تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءة فـي حـدث... نزعة المحبة

آراء
الخميس 18-8-2011
د. اسكندر لوقا

الكتلة المتماسكة شعبياً والقادرة على الصمود وتحقيق النصر، هي بشكل أو بآخر، تعكس محبة كل فرد من أبناء الوطن لأخيه في رحاب هذا الوطن،

وحين تقترن المحبة بالعزيمة الصادقة وصولاً إلى تماسك أطرافها، فإن هذه الكتلة المتماسكة لا شك تزداد قوة ومنعة على الصمود، وبالتالي على تحقيق النصر وهزم الأعداء لا الخصوم التقليديين فحسب.‏‏

وفي أيامنا هذه تحديداً، تأخذ هذه المعادلة لدينا، بل يجب أن تأخذ بعداً يندرج تحت عنوان الالتزام بواجب الحرص على وحدتنا الوطنية، وتغليب نزعة المحبة بيننا على سواها من نزعات النفس التي قد تكون مشبعة برغبة التسلط على الآخر وجعله هدفاً يصوب عليه عمداً وعن سابق تصور، تحقيقاً لمآرب في نفس أصحابها.‏‏

ووطننا كما يعلم الجميع، لم تغب عنه يوماً معرفة تبعات مثل هذه النزعة، إذ لا يزال بعض من آثارها في ذاكرتنا الشعبية.‏‏

وفي سياق التنادي لتمكين أبناء الوطن من هزم المؤامرات التي حيكت ولا تزال تحاك حوله بين الحين والحين لجعله في موقع من يخضع لا من يرفض إملاءات الخارج، في سياق هذا التنادي ونتائجه، فإن انقشاع الغيمة السوداء التي كادت أن تغطي سماء بلادنا الزرقاء الصافية، بات من المسلمات، وذلك بفضل قدرة استيعاب أبناء الشعب، لمخاطر الاستجابة لإرادة هذا الخارج أو ذاك.‏‏

وبطبيعة الحال فإن قدرة كهذه، استطاعت أن تستقطب اهتمام أغلبية أبناء شعبنا، وجعلت من وحدتهم سداً منيعاً في وجه المؤامرات الراهنة بغية تقويض عجلة التقدم والارتقاء والتحرر، غدت بشكل أو بآخر، عائقاً أمام الموجات المتتالية ومنها الأخيرة العاتية التي أعدت بإتقان وبحرفية عالية لجرف حاضر وطننا ومستقبله معاً على غرار السيول التي تجرف السدود من أمامها وتغمر الأراضي من حولها.‏‏

إن وقفة أبناء شعبنا ووعيهم لتداعيات الأخطاء التي جرت في أوقات سابقة، وإيجاد سبل معالجتها بالحكمة التي اصطبغت بها مسيرة القيادة خلال الأسابيع القليلة الأخيرة، التي ترجمت قوانين ومراسيم تشريعية وعادية على أرض الواقع وبرهنت بالفعل لا بالقول على مصداقية وشفافية هذه القيادة، كل ذلك غدا دليل عمل جاد ومسؤول وصولاً إلى غد قريب ينعم فيه وطننا بأيام أمن وأمان ومستقبل مستقر، وذلك على غرار الأمس القريب، الأمس الذي كان مثالاً يحتذى به، ولا بد أن يستعيد نفسه.‏‏

dr-louka@maktoob.com ‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية