تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جولة جامعية

على الملأ
الخميس 18-8-2011
منير الوادي

جولة جامعية يخوضها خريجو الثانوية مع صدور معدلات القبول الجامعي للعام الدراسي القادم وفيها قد تتحقق أحلام البعض فيها تخيب آمال آخرين من دخول الكليات التي يرغبون بها..

علامة واحدة قد تبعد الطالب عن تحقيق رغبته في التعليم الجامعي الحكومي وتحوله إلى الموازي، في حال توفرت لديه الإمكانات المالية، وعلامة أخرى قد تبعده عن الموازي إلى مجال آخر غير ما يرغب به..‏

عشرات السنين وحالة القبول الجامعي لم تتغير، مفاضلة وعلى إثرها تتحقق الأماني أو تخيب، ورغم الوعود بالبحث عن وسائل أخرى إلا أن الخبراء فشلوا أو لم يتوصلوا إلى الاتفاق على صيغة تحقق نقلة نوعية جديدة تتيح للطلبة دراسة التخصصات التي يرغبونها، ويشعرون أنهم قادرون على النجاح والتفوق فيها..‏

التعليم الوطني يحتاج إلى إعادة تقييم والبحث عن نظرة جديدة له تتناسب مع مستقبل سورية، والسؤال الأول الذي يجب الإجابة عنه هو: ماذا نريد من سورية في المستقبل؟‏

غياب الإجابة عن هذا السؤال، يعني غياب الاستراتيجيات وغياب الاستراتيجيات يعني عدم إمكانية البحث عن أي حلول تتناسب مع طموحات وإمكانات الشباب وأحلامها، وبالتالي بقاء الحال على ما هو عليه..‏

ما الخطط التي ترسم صورة سورية خلال ثلاثين أو خمسين سنة مقبلة؟ وهل نريد بلدنا صناعياً أو زراعياً أم سياحياً أو خدمياً؟‏

الصورة غير واضحة وهذه حقيقة يقر بها الجميع، وكل ما يتم العمل عليه هو خطط خمسية تنفيذية هدفها الانتقال التدريجي نحو ما يمكن تنفيذه دون وجود رؤية أو استراتيجية بعيدة المدى، ولهذا كثيراً ما نلاحظ أن هذه الخطط لا يتم تنفيذها بالكامل أو تحيد أحياناً عن الخط المرسوم لها..‏

الكثير من الطلبة السوريين الدارسين في الخارج سواء ببعثات علمية أو على نفقتهم الخاصة تتوفر لهم الفرصة لدراسة الاختصاص الذي يرغبون به ونراهم يتفوقون أحياناً على زملائهم من طلبة تلك الدول رغم اختلاف اللغة والكثير من التقاليد وحتى أساليب التعليم، وهذا يدل على أن الرغبة في تعلم تخصص معين قد تفوق أحياناً المستوى التعليمي لدرجات الطالب الحاصل عليها في الثانوية، وهنا نقترح إدخال نظام التحضير الجامعي لسنة واحدة لجميع الطلبة حتى الحاصلين منهم على درجات مرتفعة لقياس مدى انسجام علامات الطالب مع قدرة اكتسابه العلوم التي تقدم لدراستها في الجامعة، وفي حال عدم نجاحه يحول إلى تخصص آخر..‏

التعليم الجامعي وما قبله لا يمكن أن يستمر فقط لمجرد تلقين الطلبة علوماً ومعارف مختلفة تضمن تهيئة الطالب ضمن الحد الأدنى لكل المعارف النظرية والعلمية، بينما يغيب القياس الخاص بمهارات وميول الطالب، مثلما تغيب الدراسات التي توضح مدى احتياجنا لعلوم الخريجين، لأننا نحتاج إلى نظرة جديدة للتعليم تسبقها استراتيجية عامة ولو بالخطوط العريضة..‏

w.moneer@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية