|
مراسلون لكن الأسعار متدنية وعمليات التسويق شبه مغلقة وستكون الخسائر أكبر في حال بقيت حركة التصدير معدومة وتراجع الأسعار يوماً بعد يوم. المهندس محمد فيصل الشحادات مدير الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة درعا والمهندس بسام الحشيش رئيس دائرة الانتاج النباتي قالا: يعد محصول البطاطا من المحاصيل الغذائية الرئيسية ويزرع في المحافظة ثلاثة أنواع رئيسية وهي السبونتا- درجا- البورين في كل من منطقة نوى - طفس - إزرع- إنخل - لتوفر التربة الطينية الثقيلة نسبياً والرميلة الخفيفة والخصبة ذات القوام المتوسط التي تتمتع بصفات فيزيائية وكيميائية جيدة، كما ويشترط لزراعتها في تلك الأراضي الاهتمام بعمليتي الري والتسميد واتباع دورة زراعية طويلة نسبياً للقضاء على الآفات التي تعيش في التربة، كما لاينصح بزراعتها في الأراضي ذات الملوحة العالية لأن ذلك يسبب نقصاً في عدد سيقان أوراق النبات ونسبة النشاء في الدرنات وضعف النمو الجذري بشكل عام، عدا ذلك هناك آفات خطيرة تصيب المحصول كاللفحة المتأخرة التي تصيب الأوراق والدرنات، واللفحة المبكرة التي تصيب الأوراق السفلى للنبات الأمر الذي يؤدي إلى جفاف وتولي الأوراق مع ظهور بقع داكنة على أجزاء الساق بالاضافة إلى الذبول الذي يعتبر من الأمراض واسعة الانتشار والأخطر من ذلك فراشة درنات البطاطا التي تصيب اليرقات في الحقل وتسبب أضراراً فادحة للنبات ومادية كبيرة للمزارع هذا من جهة. ومن جهة أخرى ماإن يبدأ موسم جني البطاطا حتى تبدأ معاناة المزارعين تشتد يوماً بعد آخر فالمنتجون يشعرون بخيبة الأمل نظراً لتراجع أسعار المادة في السوق وصعوبة تصديرها للخارج فالأسعار في هبوط مقارنة بأسعار العام الماضي وبنفس الفترة من السنة على الرغم من أن الخطة الزراعية منفذة 100٪حيث بلغت المساحة المخططة 1506 هـ والمساحة المزروعة 1483 هـ والانتاج المتوقع 45 ألف طن من البطاطا ، عدا ذلك هناك عامل آخر يزيد في معاناة مزارعي البطاطا وهو تحكم تجار السوق ووفرة الانتاج، وإغراق السوق المحلية ماأدى بالنتيجة إلى هبوط الأسعار فجأة وتراجعها من 25 إلى 10 ليرات سورية مع بدء عمليات القطاف وإلى أقل من ذلك في ذروة الموسم. المزارعون الذين التقيناهم من الحقول وأثناء بيع محصولهم في سوق الهال أوضحوا أن سبب الخسائر يعود إلى التفاوت في مردود الطن الواحد من البذار الذي يختلف هذا الموسم من حقل لآخر وذلك تبعاً للخدمات الزراعية المقدمة وصنف البذار، فالنوع الجيد مثل دراجا أعطى هذا العام أكثر من 5 أطنان في حين أن أصنافاً أخرى كالسبونتا لم تعط أكثر من 4 أطنان وهذا يعني بأن متوسط انتاج الدونم من البطاطا يبلغ 4،5 أطنان وذكر المزارع وجيه حمايدة بأن أسعار البطاطا تتراجع بسبب انعدام التصدير وضعف حركة التسويق وارتفاع تكاليف مستلزمات الزراعة الناتجة أصلاً عن غلاء أسعار البذار والأسمدة والمبيدات وأجور النقل واليد العاملة ويضاف إلى هذه الأسباب عامل آخر هوانعدام قنوات التصريف الخارجية وهذا مامنح التاجر والسمسار فرصة التحكم بالسوق المحلية وبأسعار المادة، فالتاجر يفرض السعر الذي يناسبه ويختاره على طوابير المزارعين الذين لاحول لهم ولاقوة بانتظار رحمته وعطفه على مداخل ومخارج لسوق الهال. وقال بعض المزارعين: تبلغ تكاليف زراعة الطن الواحد مابين 120 ألف ليرة منها 80 ألف لثمن البذار والباقي لضمانة الأرض وأجور حراثتها ولسقايتها وتسميدها وغير ذلك من الخدمات الزراعية عدا ذلك اتساع المساحات المزروعة بتلك المادة والتي بلغت هذا العام أكثر من 1480 هكتاراً ووفرة الانتاج التي قدرت بـ 45 ألف طن الأمر الذي ساهم في هبوط الأسعار وتراجعها بالاضافة إلى الارتفاع المستمر لأسعار الأسمدة والمبيدات الحشرية وغلاء تكاليف النقل وأجور اليد العاملة وعدم توفر المعامل والمصانع المحلية الكافية لتصنيعها وتخزين بعض أصنافها القابلة لذلك. |
|