|
مراسلون السيد معذى سلوم محافظ الحسكة بدأ وقائع الحوار بقول السيد الرئيس بشار الأسد عندما خاطب المسؤولين في كل مواقعهم ومناصبهم قائلاً: (حافظوا على صلاتكم مع المواطنين وتذكروا أن كل واحد فيكم يمثل كل الوطن وبالتالي فهو معني بمشكلاته جميعها.. تفهموا مشكلات الناس.. تفاعلوا معهم.. كونوا عوناً لهم.. اعملوا على تذليل الصعوبات التي تعترضهم وضعوا نصب أعينكم أن نجاحكم مرهون بحل مثل هذه المشكلات والمصاعب.. عززوا دوركم الرقابي بوعي ومسؤولية على أداء المؤسسات الإدارية والخدمية وقوموا بدوركم الوطني في الكشف عن مكامن الهدر وفي محاسبة المفسدين.. حصانتكم هي أخلاقكم وقيمكم فاجعلوها منطلقكم في أي عمل فأي عملية تطوير لا ترتكز إلى الأخلاق تصبح ضارة عليكم أن تصونوا قيم الوطن والشعب). وأوضح السيد المحافظ أنه بهذه الكلمات تتحدد المرتسمات المطلوبة للعلاقة الصحيحة بين المواطن والمسؤول وذلك من خلال التفاعل مع المواطن وتفهم مشكلاته من حيث إن المواطن هو بوصلة المسؤول التي تدله على الاتجاه الصحيح في الأداء كون احتياجات المواطن تدفع المسؤول إلى ضرورة تلبيتها وفق روح القوانين والأنظمة كما أن العلاقة الصحيحة بين المواطن والمسؤول يجب أن تقوم على أساس أخلاقي حيث إن الأخلاق العالية تحصن المسؤول وتوجهه إلى التعامل الحسن مع المواطن.. والمسؤول مطالب بصيانة قيم الوطن والشعب لأنه يمثل كل الوطن. ولعل لقاءات السيد الرئيس بشار الأسد بجماهير الشعب تأتي في سياق مفهوم السيد الرئيس لمعنى المسؤولية. كما يقول السيد الرئيس: فالمسؤولية ليست امتيازاً ولا يجوز أن تكون كذلك تحت أي شعار.. بل إنها تعني المزيد من العمل والمتابعة لخدمة الشعب والوطن. وأضاف السيد المحافظ: انطلاقاً من رؤية السيد الرئيس بشار الأسد القائمة على أن المواطن هو رأس المال الأهم للوطن فإن على المسؤول أن يدرك إن إنشاء الدوائر والمؤسسات العامة إنما جاء لخدمة المواطن وأن تنصيب المسؤولين عليها هو لأداء هذه الخدمة ولهذا فإن العلاقة السوية تفترض احترام المسؤول للمواطن والابتعاد عن الفوقية والاستعلاء إذ إن فوقية المسؤول وتعاليه على المواطن هي من بين أهم أسباب انعدام التفاعل بين الطرفين. وأوضح المحافظ: إننا نسعى من خلال المتابعة الميدانية والتواصل المستمر مع الإخوة المواطنين إلى فهم مشترك لمسألة أساسية وهي أن تبسيط الإجراءات يهدف بالدرجة الأولى إلى تسهيل أمور المواطنين واختصار الزمن والتكاليف والجهد في إنجاز معاملاتهم على قاعدة التقيد والالتزام بالقوانين والأنظمة وعدم تجاوزها، ولذلك فإن دور المواطن هنا يتجسد في مجالين أولهما حرصه على عدم تجاوز الأنظمة والقوانين والثاني التعاون مع العاملين في الدوائر والمؤسسات المعنية والإسهام في تطبيق هذه الإجراءات والإشارة إلى أي خطأ أو صعوبة أو معاناة أو خلل ليتم تجاوزه مباشرة. والأمر هنا يتطلب من المواطن أن يمتلك الحد الأدنى من المعرفة بالقوانين المتعلقة بقضاياه وذلك حرصاً على حقه وحق الدولة معاً، كما أن المسؤول الحقيقي هو الذي يحرر نفسه من عقدة الفردية والشخصنة في العمل فلا يستغل موقعه أو منصبه فالمواطن والمسؤول مسؤولان معاً في الانضباط تحت سقف القانون. حوار مثمر واتسم الحوار بالشفافية والمسؤولية من خلال الصراحة والموضوعية في طرح القضايا المتعلقة بعلاقة المواطن والمسؤول فرأى محمد حسناوي الجدوع أن الآلية المتبعة لاستقبال المواطنين في مقر المحافظة مريحة وهناك ارتياح للعلاقة وأسلوب التعامل مع المواطنين لكن ثمة ازدحاماً لا مبرر له أحياناً ويمكن أن تعالج الكثير من القضايا في دوائر ومؤسسات أخرى فالسؤال هو: لماذا يأتي الجميع إلى مبنى المحافظة ولا يذهبون إلى الدوائر المختصة. محمود هجيج تساءل لماذا يتغير المواطن عندما يصبح مسؤولاً من حيث الفوقية والاستعلاء على المواطن. رائد كورية تساءل: من الجهة التي تقوم بتقويم علاقة المسؤول بالمواطن؟ وكيف تتم متابعة هذه العلاقة وتصويبها عندما يقع خلل ما بين الطرفين؟ بليغ العرجة رأى أن أهم مقومات العلاقة الجيدة بين المواطن والمسؤول الكلمة الحلوة لأن المسؤول قد لا يستطيع أن يقدم للمواطن كل ما يطلبه لكنه يستطيع أن يتعامل معه بأسلوب يشعره بالاهتمام والرعاية وليس بالفوقية والاستعلاء. أحمد العبد الله رأى أن وجود بعض أشكال الفساد من أهم أسباب الخلل في علاقة المواطن بالمسؤول. خنساء ابراهيم رأت أن يتم حذف حرف الواو من عنوان المواطن والمسؤول لأن الطموح والمطلب أن يكون المواطن المسؤول والمسؤول المواطن وقالت إننا بحاجة إلى تحديد معيار المسؤول المثالي الدكتور أحمد الدريس قال: إن أساس المشكلة في الفساد الإداري والحل هو الحكومة الالكترونية وإن مكافحة الفساد مسؤولية مشتركة بين المواطن والمسؤول. الشاعرة جازية طعيمة تساءلت عن معايير اختيار المسؤول والصفات التي يجب أن تتوافر فيه. نعيم خليفة رأى أن الأمر يرتبط بثقافة المسؤولية ومدى توافرها لدى كل مسؤول. فلاح فريح قال: إن الخلل الأساسي في آلية العمل المتبعة والروتين والوساطة والتعقيدات الموجودة في تسيير معاملات المواطنين. محمد رمدان قال: في الوقت الذي ينصح فيه السيد الرئيس بشار الأسد كل مسؤول بالتواضع نرى العديد من المسؤولين يتعاملون بفوقية واستعلاء مع المواطن. الأمن والاستقرار مسؤولية الجميع وأجمع المشاركون في الحوار أن المواطن المسؤول هو الذي يقوم بواجباته تجاه وطنه ومن أولى تلك الواجبات الحفاظ على أمنه واستقراره. وأكد المشاركون أن سورية تمر بظروف استثنائية تتطلب تلاحم الشعب وتفهمه لطبيعة المرحلة والسير قدماً لتخطيها. وفي سياق إجابته عن التساؤلات المطروحة قال السيد محافظ الحسكة: إن ثقتنا كبيرة وعالية أن شعبنا سيدحر المؤامرة التي نسجت في الغرف السوداء بأيد خبيثة دولية وإقليمية وعربية ومحلية، كما أن ثقتنا عامرة أيضاً أن مسيرة الإصلاح التي انطلقت مع مسيرة التطوير والتحديث ستظل متواصلة وستبقى محافظة الحسكة في قلب اهتمام السيد الرئيس بشار الأسد وهي التي تعتز بما تحقق من إنجازات لابد أن تستمر وتتواصل ولأن مناعة قطرنا تكمن في وحدتنا الوطنية وفي تشاركنا في صناعة القرارات المصيرية التي تهمنا مواطنين ومسؤولين فإن لقاءنا اليوم يصب في تحديد الأطر الموضوعية للعلاقة التفاعلية والتشاركية التي يجب أن تكون بين المواطن والمسؤول. |
|