|
معاً على الطريق أواخرنا على هام الأوالي - المتنبي في التسعينيات أنتجنا فيلماً وثائقياً عن ثلاث أسر تعيش في بيت عربي واحد بمرافق مشتركة في منطقة حي الأمين القريب من (باب شرقي) إحدى هذه الأسر مسلمة والثانية مسيحية والثالثة يهودية، الأولاد يلعبون معاً، والنساء يجلسن معاً والرجال معاً ويتبادلون (السكبة) وهي صحن تقدمه ربة الأسرة لجيرانها من خيرة طبخها. بين (3500-2500) ق.م هاجرت بعض القبائل من الجزيرة العربية إلى الشام والعراق وهي: الكنعانيون: وأقاموا في فلسطين وعلى امتداد المنطقة الساحلية من صيدا إلى الاسكندرونة ومن الساحل حتى بلاد الرافدين وكان يحتلها الإغريق فأطلقوا عليهم اسم (الفينيقيين) نسبة إلى (الفينيق) أي اللون الأحمر الأرجواني الذي اخترعوه، كانت عاصمتهم (صيدا) وكانوا مهرة في التجارة وركوب البحر وقد أقامت (أليسار) بنت الملك (ميتنوس) مملكة في (قرطاج- تونس). السريان والآشوريون والكلدانيون، واليزيديون، أقاموا في العراق وفي بعض المناطق من سورية أهمها منطقة الجزيرة. وسورية استوعبت (بغض النظر عن التسلسل الزمني) مهاجرين من شعوب لجؤوا إليها واندمجوا بحياتها الاجتماعية والسياسية والثقافية: - الأكراد وبالأخص من كانوا مع صلاح الدين الأيوبي الذي انتصر على الفرنجة في موقعة (حطين) عام (1185)، وفتح (القدس) عام (1187) ودعا اليهود للعيش فيها جنباً إلى جنب مع المسلمين والمسيحيين. - والشعوب التي هاجرت من بلادها بسبب الضغوط السياسية هم: الشركس، والداغستان، والتوركمان، والأرمن... يخلط بعضهم بين (القومية العربية) و (الوحدة العربية) وللتوضيح فإن الفكر القومي الذي طرحه رواد النهضة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر أدى في مصر خلال القرن العشرين إلى صراعات بين الانتماء العربي والانتماء الفرعوني وكان أبرز من يؤمنون بالقومية العربية الكاتب (إبراهيم عبد القادر المازني). وفي السابع من نيسان عام1947 تنادى شباب من سورية والعراق إلى إنشاء حزب قومي هو حزب (البعث) وتم تعريف القومية أنها (نزوع إنساني) بعيد عن العنصرية والعرقية، والشوفينية قوامه: اللغة، ووحدة الواقع والمصير، وهو قادر على استيعاب من أتى مهاجراً من الأمم الأخرى. أما الوحدة العربية فإنها ابتدأت من دولة الرسول محمد (ص) بعد الهجرة إلى المدينة المنورة عام 622م واستمرت حتى وفاة الواثق بالله بن المعتصم عام 846م بنهاية العصر العباسي الأول (عصر القوة)، وضعف مركز الخلافة وقام عدد من الدول كالحمدانيين، والإخشيديين، والمرابطين، وسواهم... أي إن الوحدة العربية أي الدولة الواحدة لم تستمر أكثر من (246) عاماً. إن القومية العربية أي الشعور بالانتماء إلى (الأمة العربية) قائم في النفوس سواء تحققت الوحدة أم كانت هدفاً وطموحاً. |
|