|
مجتــمـــــع إلا أنها وبشكل خاص تتخيل رجل أحلامها على أنه يبني معها بيتاً دافئاً وعندما تخرج من الأحلام تراه شبيهاً بأبيها. وتجمع الدراسات على أن شعوب الأرض قاطبة تعرف الهيام الرومانسي في فترة المراهقة وتقدّر أهميته، فليس هناك مجتمع دون قصة رومانسية خاصة به فالعرب لديهم (قيس وليلى) والإنكليز (روميو وجوليت) والروس قصة (الحب الأول) لتورجنيف والفرنسيين (غادة الكاميليا).. الخ. إذاً الهيام الرومانسي يدخل في نسيج الذاكرة الجمعية للبشر ولكن على الإنسان أن يقيم توازناً بين الفكرة الرومانسية الجميلة التي تجمع رجلاً بامرأة وبين المسؤوليات الواقعية في الزواج، وهنا يمكن للآباء والمعلمين ورجال الدين والصحفيين وكتاب التلفزيون والسينما والإذاعة المساعدة في ذلك إذ إن عليهم أن يبرزوا أوجه السعادة التي يشعر بها معظم الناس في الزواج وأيضاً النضج العاطفي الذي يكفل له النجاح. إن بريق العناق بين الرجل والمرأة ومافيه من إرواء وارتواء جسدي قد يسيطر على خيال المراهقين ويدفع بعضهم لاتخاذ قرار متسرع في الارتباط وهذا ما يؤدي إلى الفشل في أغلب الأحيان لأن الجنس رغم أهميته في الحياة الزوجية غير قادر على معالجة الخلافات العميقة في الآراء والأفكار المتعارضة التي توتر العلاقات الإنسانية بين الأفراد المختلفين في الطباع والتوجهات. فالزواج الناجح كالعمل الفني الذي يقوم بتأليفه اثنان من كبار العشاق للفن إن كلاً منهما يؤدي دوره بإبداع وإتقان ومحبة تثير الجاذبية ويحث كل منهما الآخر أن يستكشف نواحي الإبداع في صناعة زواج ناجح ولكن الزواج في المراهقة كثيراً مايفتقد لهذه المهارات وهو غالباً ماينتهي بالطلاق لأن سرعة التغير النفسي والعاطفي تتابع بإيقاع مرتفع. إن الإحصائيات تؤكد أن الزواج في عمر المراهقة يتحطم بسرعة ورغم ذلك فإن عدداً لابأس به من الناس يظن أن الزواج أمر ضروري فور الانتهاء من الدراسة الثانوية أو أثناء الدراسة الجامعية ما يجعلهم يدخلون في دوامة المشكلات الأسرية التي يتكسر عليها الزواج الشاب، ومع ذلك فقد نجد بعض الحالات القليلة جداً من الزيجات التي تستقر وتنضج وتنجح في هذا العمر المتقلب والخطير. |
|