تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل جرّبتَ تقـــديم القهـــوة لزوجتكَ

مجتــمـــــع
السبت 20-8-2011
غانم محمد

الأنثى – مهما كانت صفتها الاجتماعية أو مكانتها الوظيفية- كتلة مشاعر لا تحتاج لأكثر من حرارة رأس دبوس حتى تتفجّر طاقتها العاطفية وتنساب في أرجاء المنزل جمالاً وحسناً ومعشراً جميلاً..

هي هكذا، وردة تحزن إن لم يتغزّل بها من تحبّه ويحبّها، تحزن كثيراً ممن ينظر إليها بصورتها النمطية دون أن تتخلى هي عن دورها النمطي ولكنها تحبّ من يرى فيها ذلك الاستثناء الذي يقوّم اعوجاج التاريخ والحياة ويعيد اكتشاف القارات من جديد..‏

هي هكذا، قد تضع ألف ملاحظة على فنجان قهوة قدّمته لها جارتها أو صديقتها ولكنها تصف فنجان القهوة الذي يقدمه لها حبيبها بالأشهى والأطيب ولو كان مجرد ماء عكر، فهل فكّرتَ يوماً أن تعدّ القهوة لزوجتك وتفاجئها به قبل أن تسبقك إلى المطبخ وتجهّز القهوة لكّ ولها؟‏

الأنثى، هذا المخلوق العجيب الغريب، تحبّ ما هو مختلف ولو خالف المنطق والطبيعة، تبحث عمّا يجعلها تحت الضوء دائماً وهي مقتنعة بقرارة نفسها أن لا ضوء يمسح وجهها بالحبّ والخلود سوى حبّ شريكها في الحياة ولكن لا بأس إن أبدى زملاؤها في العمل إعجابهم بها وبلباسها وبحسن مكياجها..الخ.‏

قد تسامحكَ على كلّ شيء لكن ألا تنتبه لتسريحة شعرها الجديدة فهذه جريمة كبرى بحقّ أنوثتها وبحقّ وجودها معك..‏

قد تغفر لكّ تقصيركَ بحقّ بيتك وأولادكَ لأنها قد تكون قادرة على (ترقيع) ذلك لكنها لن تغفر لكَ أن تنسى عيد ميلادها..‏

قد تتجاوز عن سيئاتك بعض الوقت، وقد تعمل على تخليصكَ من هذه السيئات بشتى الوسائل لكنها لن تتجاوز إهانتكَ لها أمام أهلها أو أهلكَ فهذا خطّ أحمر بالنسبة لها..‏

تقول دراسة بريطانية حديثة إن الرجل بحاجة لتجريب خمسين ألف امراة من أجل فهم زوجته ومع هذا يعيش معها كل عمره..‏

المرأة إن فُهمت ضاع جمالها، وإن تخلّت عن ألغازها التي تتجدد بالانشطار وبجميع أنواع التكاثر تفقد جاذبيتها، وإن ثبتت على معايير واضحة في حكمها على شريكها بالحياة يعني أنها رضخت له لأنه سيعرف كيف يلبّي معاييرها وهي التي تصرّ على أن تبقى حيرة دائمة بالنسبة له!‏

قد تتجمّد مشاعر حبيبتك نحوك فجأة، أو أنها تظهر لك ذلك، لكنها لن تستطيع أن تصمد أمام وردة جميلة تقدمها لها بعد أن تسرق من جبينها قبلةً..‏

جرّب عزيزي الرجل أن تداعب هذه النقاط الضعيفة في الأنثى فحينها لن تحتاج إلى حكمة سليمان أو إلى صبر أيوب بالتعامل معها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية