|
مرايا اجتماعية هذا «سراب صيفي» أو وهم.. وعادة ما يزداد الاحتياج إلى المأكولات والمشروبات في فصل الصيف لمواجهة عناء ارتفاع درجات الحرارة والحاجة المستمرة إلى الشعور بالبرودة من خلال تناول ما هو بارد إلا أن تلك المأكولات التي تبدو باردة وتعيننا على مواجهة الحر لا تعد مخفضة للحر في ذاتها لاحتوائها على سعرات حرارية مرتفعة إضافية يخزنها الجسم دون الاستفادة منها أو تحويلها إلى حركة لأن ارتفاع درجة الحرارة المحيطة يساعد على الكسل والاسترخاء وهو الأمر الذي يزيد معه الشعور بالحر.. ومن أمثلة ذلك المثلجات غير الطبيعية مثل مركبات الصودا.. والشاي المثلج.. والميلك بالشوكولا بمختلف أشكالها وغيرها التي تبدو لنا كأنها تتسبب ظاهرياً في الإحساس بانخفاض درجات الحرارة بينما يكون الواقع زيادة إحساسنا بارتفاع درجات الحرارة في الفترات اللاحقة لأنها تتسبب في إمدادنا بمعدلات مرتفعة من السعرات الحرارية. وبالنسبة إلى المأكولات الصيفية وأشهرها الآيس كريم ومشتقاته فمعظمها قليلة الفائدة ومرتفعة السعرات لاعتمادها على النشويات. وإن ارتباط عاداتنا الغذائية الصيفية بالقياسات الخاطئة هو السبب الأول في إسرافنا في المشروبات والمأكولات الصيفية، فالمتوارث عن الأجداد أن المأكولات الباردة أفضل، لأنها تقلل الاحساس بالحر، وأن الخيار والبطيخ وغيرها من الأطعمة تؤكل باردة غالباً لهذا الشعور إلا أن هذا غير صحيح علمياً، فالمعدة التي تهيئ نفسها لتقبل الارتفاع المتزايد في درجة الحرارة المحيطة تتقبل الغذاء الذي يحمل درجة حرارة الجو الطبيعية دون أي إحساس بالصدمة بعكس الصورة التي تتقبل بها المشروبات والمأكولات المثلجة.. واللبن يعتبر المنتج الوحيد والمفيد وسر نجاحه في ترطيب الجسم وتقليل الاحساس بالحر يرجع إلى قلة السعرات الحرارية به. وقد أثبتت الدراسات أن الماء المثلج لا يعطي شاربه الإحساس بالارتواء بعكس الماء الفاتر بل إن بعض الدراسات أثبتت تأثر المعدة سلباً بالماء المثلج.. وتعتبر العصائر الطبيعية الفاترة هي المشروب المثالي للصيف، وخصوصاً إذا تجنبنا إضافة السكر إليها. |
|