تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سر هزيمة المرأة أمام الرجل

مرايا اجتماعية
السبت 20-8-2011
ثورة زينية

قال جورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة الأميركية لامرأة جاءت تطلب الانخراط في سلك الجيش لطرد الانكليز من أميركا أثناء حرب التحرير: ليس بين صفوفنا مكان لامرأة،

فلقد كان كولومبس مكتشف أميركا رجلاً ومن أجل هذا نريده جيشاً من الرجال ، فقالت المرأة «هل تتصور أنكم تستطيعون أن تقيموا عالماً جديداً بلا نساء» فسكت واشنطن وقام العالم الجديد ولعبت فيه المرأة دوراً لم تلعبه أي امرأة أخرى في أي مكان من العالم. ‏

من هنا ننطلق في موضوعنا اليوم لنسأل « لماذا تقلد المرأة الرجل عندما تريد أن تفرض شخصيتها وتثبت وجودها؟»‏

يقول علماء النفس: «إن المرأة تفعل ذلك بطريقة لاشعورية إيماناً منها بقوة الرجل، فالرجل بالنسبة لها رمز للقوة البدنية والذهنية ولأنها تدرك بينها وبين نفسها أنها مخلوق ضعيف بحاجة لحماية الرجل باستمرار ولو أنها عاشت حياتها الطبيعية بلا تصنع ولا تقليد ولو أنها لعقلها الصغير الكبير الضعيف القوي أن يفكر بعيداً عن تلك المؤثرات التي تخضعه دوماً لتفكير الرجل وسيطرته ، لو أنها فعلت ذلك لغيرت وجه التاريخ .‏

فكم من امرأة استطاعت بدموعها أن تروض الوحوش من الرجال، وكم من امرأة بما حباها الله من سحر وجمال استطاعت أن تخضع جيوشاً جرارة وكم من امرأة نجحت في أن تفرض شخصيتها بالمناقشة العلمية الهادئة والحديث الذي يقوم على أساس المنطق والتفكير السليم دون الحاجة إلى التشبه بأخلاق الرجال وطريقة تفكيرهم وتصرفاتهم، فالإنسان سواء كان رجلاً أم امرأة يفقد شخصيته إذا قلد الآخرين، والشخصية المستقلة وحدها هي تلك التي تستطيع أن تفرض وجودها في كل مكان وكل ميدان .‏

ولم تكن المرأة بطبيعتها يوماً أقل ذكاء من الرجل أو أضعف ادراكاً منه لحقيقة الأمور فقد شغلت كل منصب كان مقصوراً على الرجال وأثبتت الدراسات أنها لم تكن أقل من الرجال كفاية في الاضطلاع بأعباء هذه المناصب، بل لقد كانت في كثير من الأحيان أكثر منه جلداً وأعظم احتمالاً وأحسن تصرفاً في مواجهة المشكلات والأزمات.‏

فلا ننسى هنا البطلة الفرنسية جان دارك الفتاة الريفية الساذجة التي استطاعت أن تنزل بالانكليز الهزائم التي عجز عنها الرجال أثناء احتلال انكلترا لفرنسا وكانت دائماً في المقدمة تقود جنودها وترسم لهم الخطط العسكرية دون أن تتأثر برأي كبار القواد العسكريين الذين كانوا يعترضون على كثير من خططها قبل أن يقتنعوا بشجاعتها وذكائها.‏

ولكن إذا سألت المرأة اليوم، لماذا بقيت في الظل رغم كل ما تتمتع به من حقوق ساوتها بالرجل، ستقول لك «مازلت أشعر بقيود لادخل للرجل فيها، مازلت أنا المرأة التي تحمل وتلد وتعنى ببيتها وأطفالها حتى لو كنت أشغل أهم المناصب وأخطرها .. ومازال الرجل هو السيد الذي يأمر فيطاع ويسأل فيجاب إذاً فقد شاركت الطبيعة في هزيمة المرأة وإضعاف شخصيتها أمام الرجل .‏

المرأة هي المرأة‏

تقول الكاتبة الفرنسية الشهيرة سيمون دوبوفوار «إن المرأة هي المرأة دائماً في عين الرجل فهي الجنس الأضعف حتى لو كان بيدها كل الجاه والسلطان.. والمرأة التي تتصور أنها تحررت من كل القيود ترتكب خطأ كبيراً فالقيود مازالت باقية.. قيود في البيت حيث مازال الرجل يحشر أنفه فيما يهمه ولا يهمه، قيود في المكتب حيث تشعر المرأة بأن هناك من يراقب عملها ويتدخل فيه.. قيود في الفكر لأنها لا تستطيع أن تفكر بحرية، فهناك أكثر من موضوع يشغل تفكيرها.. وهناك أكثر من مشكلة تختص باهتمامها فهي أم وزوجة وربة بيت وعاملة !.. وحتى لو كانت فتاة لم تتزوج بعد فإنها تجد دائماً أن المسألة الأولى التي تستأثر بكل اهتمامها وتفكيرها هي مظهرها العام أولاً وقبل كل شيء.. كيف تبدو أمام الرجال.. ماذا تلبس اليوم وكيف تصفف شعرها.. فهي أنثى وهي امرأة..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية