|
البقعة الساخنة اليوم وبعد مضي نحو خمسة أشهر على الرؤية الصائبة التي قدمها الرئيس الأسد تتكشف لنا المزيد من خيوط المؤامرة التي فضحت أمر كل الأطراف الخارجية المتورطة فيها القريبة منها والبعيدة. وتأتي تصريحات الرئيس الأميركي المرفوضة وتصريحات كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا لتكشف حجم المؤامرة من جهة ولتكشف حجم الفشل والخيبة والإفلاس من الجهة الأخرى. فالولايات المتحدة وبعض الدول الغربية التي سعت منذ بداية الأزمة للاستثمار فيها عبر الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي، دون جدوى، لم توفر مجلس حقوق الإنسان والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقد باءت جميع هذه المحاولات بالفشل كما هو معلوم. الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية اليوم تحاول الانتقال لمرحلة جديدة بعد مسلسل الخيبات حيث لم تنفع عمليات الاستهداف المباشر عبر مجلس الأمن ولاعبر المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة ولاعبر العقوبات الاقتصادية المفروضة ولاعبر الضغط على الأشقاء والأصدقاء للتخلي عن سورية وممارسة الضغوط عليها. بعد مسلسل الخيبات هذا وبعد استنفاد كل السبل بما فيها دعم التنظيمات المسلحة وقوى المعارضة في الخارج ، تحاول واشنطن وباريس ولندن وبرلين اليوم بالحركة البهلوانية التي خرجوا بها على العالم بناء تحالف دولي لفرض إرادته الاستعمارية على سورية بعد أن أيقنت هذه الدول أن المخطط مني بالاخفاق وبعد أن أدركت أن كل الأفعال التحريضية التي سعت من خلالها لاستمرار الأزمة قد أخفقت هي الأخرى. محصلة كل الضغوط الأميركية والغربية ستساوي الصفر لطالما وعت قيادتنا ووعى شعبنا أبعاد المؤامرة التي تتعرض لها، ولطالما حدد الرئيس الأسد منذ البداية الهدف والاتجاه: «البوصلة في كل شيء نقوم به هي المواطن». لن نعير محاولات توزيع الشرعية ونزعها أي اهتمام، رفضنا رفضاً قاطعاً في الماضي كل أشكال التدخل في قرارنا واستقلالنا وسيادتنا، ولن نسمح اليوم بأي تدخل في شؤوننا،صمدنا في الماضي وسنصمد اليوم وسنخرج من الأزمة أكثر قوة وأشد صلابة، وليتذكر أوباما وبوش والمحافظون الجدد والمعتدلون العرب سنة 2003 وزيارة كولن باول وريتشارد أرميتاج إلى دمشق.. وإذا كان هؤلاء أو بعضهم مازال يؤمن بجدوى الضغوط على سورية بهدف حرفها عن نهجها الوطني، فما عليه سوى تحريض الذاكرة ليجد أن سورية لم تكن يوماً متحررة من ضغوطهم لكنها لم تخضع يوماً ولن تخضع، وهي تدرك أنه كلما ازدادت الضغوط عليها وتصاعدت الهجمة ضدها، فإن هذا يؤكد أنها على جادة الصواب وفي الاتجاه الصحيح الذي لن تحيد عنه مهما بلغت التضحيات.... |
|