|
منوعات
وأشارت سانا في تقرير لها أن سنية صالح مزجت بقصائدها حزناً قديماً دفيناً مع معاناة إنسانية واقعية لتكون نصاً فريداً من نوعه لفت أنظار الكتاب والأدباء إليه وخاصة زوجها الراحل محمد الماغوط حيث كانت الجسر الأهم بينه وبين الحياة وكان الركن الأهم الذي تلجأ إليه بعيداً عن وطأة الواقع. ولدت سنية صالح 1934 في مدينة مصياف وعانت في الطفولة من ظروف العائلة ما طبع نصها بأزمة قديمة وجعل تجربة الحياة طاغية على الجملة الشعرية في كتاباتها. درست سنية الأدب الإنكليزي في لبنان وعادت بعد التخرج إلى معرة مصرين لتسكن عند والدها هناك وتعمل في حلب لتعين الأسرة ثم عادت إلى لبنان عام 1961 حيث كانت مفعمة بالشعر فنالت جائزة النهار في نفس العام عن أفضل قصيدة وهي قصيدتها/جسد السماء/ حينها تألفت اللجنة التحكيمية للجائزة من شوقي أبي شقرا/ وصلاح ستيتية/وفؤاد رفقة/وأدونيس/وأنسي الحاج المشرف على القسم الأدبي في جريدة النهار. تعرفت على محمد الماغوط من خلال أدونيس زوج أختها حيث تزوجا لاحقا وقضت معه فترة هامة من حياته خاصة عندما كان متخفياً عن الأنظار بسبب كتاباته وآرائه السياسية مطلع الستينيات فكانت سنية مهربه من العالم المربك. أكمل نصها نص الماغوط فمن تفاصيل الواقع وجزئياته وآلامه وشوارعه وحاناته في نص الماغوط إلى الرؤية الرومانسية الحالمة الموجعة والمستقاة أيضا من الواقع لدى سنية فكان النص الذي جمعهما جزءا من الحياة التي قضياها كزوجين. ازداد ألم سنية بعد عملها بوظيفة مكتبية بسيطة وتفاقم أكثر إثر إصابتها بمرض عضال حيث سافرت إلى فرنسا لتلقي العلاج إلا أن المرض نال منها لتغادر الحياة في 17 آب 1985 تاركة مجموعات شعرية كان أكثرها رقة تلك التي كتبتها على سرير المرض. كان إبداع الشاعرة وليد ذات متألمة وتجربة حياتية مفعمة بالتفاصيل ولخصت هذا الإبداع بتعريفها له../هو المشادة بين نسيج الحلم الوحشي القائم في موقع التطرف والانفلات وبين اللغة المحكومة بالقوانين وهذا الكائن المراوغ ما تكاد تقترب منه حتى يتلاشى أو يغير شكله أو يتسرب من منافذ أخرى وغالباً ما تخطئ الكتابة هذا الحلم الشعري وتقبض على ظلاله وآثاره ما أن نتجه نحوه بالوعي والإرادة وقوانين اللغة والأشكال حتى نجد أنفسنا بعيدين عن هذا التأرجح الذي يلازم الحالة الشعرية. قال فيها الماغوط: جاءت غيمة وأحكمت اللجام الحريري بين القواطع وحكت بأظافرها الجميلة الصافية قشرة التابوت وبريق المرآة وأغلقت كل الشوارع ولملمت كل أوراق الخريف ووضعتها في أنبوب المدخنة للذكرى أو بالأحرى عندما جاءت لتقلب كل شيء رأساً على عقب وتجعل الكتب والثياب والأوراق وكل ما تزدحم به غرفته الصغيرة أشبه بأسلاب حرب لا يعرف إلى من تؤول في النهاية. أهم أعمال سنية صالح هي مجموعات /الزمان الضيق/حبر الإعدام/قصائد/ذكر الورد/ والمجموعة القصصية/الغبار/ وفازت الراحل بعدة جوائز أهمها جائزة جريدة «النهار» لأحسن قصيدة حديثة عام 1961 وجائزة مجلة حواء للقصة القصيرة عام 1964 وجائزة مجلة الحسناء للشعر عام 1967. |
|