تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لن يناموا على ضيم

الجولان في القلب
الأثنين 22-8-2011
فراس الطالب

لا يستطيع الاحتلال الإسرائيليّ ترك أهل الجولان السوريّ المحتلّ وشأنهم، بل تراه مصراً بمناسبة ومن دون مناسبة على تنغيص عيشهم وزرع الأشواك في حياته

م لسبب وحيد هو شعوره الدائم أنهم لن يناموا على ضيم ولن يقبلوا بالواقع الأليم، واقع وقوعهم تحت نير الاحتلال، هذا الواقع الذي يرفضونه ويعملون بكلّ الوسائل والسبل المتاحة على التخلص منه، يساندهم في ذلك كلّ مواطن عربيّ سوريّ حرّ كريم يؤمن إيماناً لا لبس فيه بحتميّة عودة الجولان إلى صدر الأمّ الغالية سورية.‏

والحق يقال: إنّ المحتلّ الإسرائيليّ في تنغيص العيش وزرع الأشواك، مدرسة قائمة بذاتها، مدرسة مستعدّة لتخريج أكبر معلمي الجريمة والإرهاب في العالم ومنحهم شهادات مصدقة من (إسرائيل) للبدء الفوريّ بإلقاء محاضرات وإعطاء دروس في القتل والتخريب والتدمير.‏

لذلك بات أمراً اعتاد العالم عليه أن نسمع سلطات الاحتلال الإسرائيليّ تلقي بأبناء الجولان السوريّ المحتلّ في غياهب السجون والمعتقلات وتحكم عليهم بالسجن سنوات طويلة قد يلقى السجين فيها منيّته قبل أن يتسنى له الخروج من سجنه، والتهمة الجاهزة المعلبة هي مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.‏

ولا يستغرب العالم أيضاً لجوء الصهاينة إلى منع طلاب المدارس في الجولان من ارتيادها، والزجّ بالمعلمين في السجون في محاولة يائسة منه لحجب نور العلم عن أبنائنا الطلبة في الجولان، هؤلاء الفتية الذين تعلموا حبّ الأرض والتشبّث بالجذور أبجدية أتقنوها وحفظوها عن ظهر قلب منذ اليوم الأول لالتحاقهم بالمدارس الجولانية قلاع الصمود والشموخ والوطنية.‏

أما آخر ما أقدم عليه المحتلّ الإسرائيليّ من فنون التأثير على أهلنا هناك وتكدير عيشهم فهو افتعاله حريقاً كبيراً في الجولان السوري المحتل كجزء أساسيّ من تلك السياسة العدوانية اليومية على الجولان وأهله، وذلك بطول 4 كم مقابل قريتي العشة والعدنانية المحررتين، وشهد العالم بأسره حجم ذلك الحريق الذي استمرّ من مساء الاثنين 8/8/2011 وحتى ساعات الصباح الأولى من يوم الثلاثاء 9/8/2011 حيث التهمت النيران آلاف الدونمات في الجزء المحتل من الجولان.‏

وليس بخاف على أحد مايرمي إليه الصهاينة من أهداف يتطلعون للوصول إليها من وراء هذا الحريق، وهذه الأهداف تتمثل بالتأثير المعنويّ على أهلنا، من خلال تخريب وتدمير التنوع الحيوي والبيئي في الجولان، ويندرج ذلك ضمن سياسة الاحتلال الرامية لتدمير ونهب ثروات خلال الجولان المحتل من خلال افتعال الحرائق وسرقة المياه وتجريف التربة واقتلاع الأشجار المثمرة ودفن المخلفات النووية فيه، وهذه السياسة الإسرائيلية في تخريب الجولان قديمة جديدة، وهي عازمة على تنفيذ مخططاتها المشبوهة ما دام الاحتلال الإسرائيليّ جاثماً على صدر جولاننا الحبيب.‏

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تعمد فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى افتعال مثل هذا الحريق ولن تكون بالتأكيد الأخيرة، لكن على الصهاينة أن يعلموا أنّ هذا الحريق لم يحرق إلا مخططاتهم للبقاء في الجولان، لأن أهلنا الصامدين هناك عزموا على تحريره ولن يقف في وجه موج التحرير الهادر كلّ ما حاكه المحتلّ من مؤامرات وخطط ستعود عليه حسرة ووبالاً.‏

ferasrart72@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية