|
من داخل الهامش سورية قلب العروبة ومعقد الآمال ومحط الرجاء ومصنع الأبطال لم تكن في يوم من الأيام خارج موكب العطاء بل نذكر العالم كله أن قوافل شهدائها مستمرة منذ آلاف السنين ولم تنقطع يوماً أبداً، نعم منذ آلاف السنين عودوا إلى التاريخ وقلّبوا صفحاته لتروا كيف قاوم السوريون كل الغزاة وكيف دحروهم، ونشروا نور العلم والمعرفة، من دمشق إلى بغداد إلى قرطاج إلى القدس إلى أي مكان، سورية القلب وشرايين هذه الأمة ... ومن أجل صون القلب والجسد، يزف الشهداء، وتزدهي الأرض العربيةالسورية بهم وروداً لا كالورود، وعطاء لا كأي عطاء... شهداؤنا الوعد والمجد والخلود، لانجد في مفردات اللغة كلمات ترقى ولو إلى الحد الأدنى مما يجب أن يقال في عطائهم.. نعم هم ورود من دمنا، ودمنا وبقاؤنا، وتاريخنا وحياتنا ومصير أوطاننا قبس من عطائهم رحم الله الأخطل الصغير حين وصف الشهداء بقوله: وردة من دمنا لوأتى النار بها حالت جنانا... أهي مبالغة الشعراء ...كما يظن النقاد ويحلو لمتذوقي الشعر أن يقولوا ...؟! لاليس الأمر كذلك، بل دماء الشهداء تجعل صحراء أعمارنا تخضوضل وتثمر... شهداءنا أيها الخالدون خلود الحياة، الشامخون شموخ الشمس...دماؤكم الطاهرة أمانة في أعناقنا عطاؤكم سر وجودنا وروعة انتصارنا...وغاية الجود أنكم سقيتم الثرى دماءكم (وعند الشهيد تلاقى الله والبشر)... |
|