|
شباب فيسجلون حسب ماتسمح به العلامات التي حصلوا عليها. وهنا نتساءل هل بدأ الشاب أو الفتاة بأولى خطواته الصحيحة نحو الحياة العملية وبناء المستقبل؟ أم بدأ برحلة مجهولة نحو مستقبله؟ فهو قد يدرس فرعاً جامعياً ليس له توظيف عند الحكومة، أو غير مطلوب عند القطاع الخاص؟ أو لايحب الفرع الذي اختاره فيقضي سنوات طويلة على مقاعد الدراسة يهدر سنوات عمره دون أن يرافق ذلك التأسيس لعمل آخر أو التحول لدراسة جديدة توافق ميوله، أي إنه يفتقر الى التخطيط، وهنا نسأل هل المشكلة الأساسية في ارتفاع المعدلات أو طريقة الامتحان؟ أم أن كل ذلك يرتبط بقضية بناء الإنسان في تربيتنا وثقافتنا. على عكس ما يجري في العالم المتقدم، والساعي نحو التقدم، حيث تجهد المؤسسات المسؤولة بدءاً من المؤسسة الصغيرة (الأسرة) ومروراً بمؤسسات الدولة التعليمية (المدرسة والجامعة) لتنشئة الفرد بشكل يخوّله ليس فقط استخدام وتنمية مواهبه بل وأيضاً امتلاك روح المبادرة والانتقال بحياته خطوة خطوة نحو الحياة العملية. وهنا تصبح الدراسة الجامعية مرحلة ضمن رحلة الشاب نحو حياته العملية وليست عقدة لايمكن حلها، هذه الرحلة تضم السعي للحصول على خبرة العمل المناسبة والتطوع مع المنظمات غير الحكومية وقراءة الكتب من خارج المنهاج الدراسي وغيرها من الأنشطة التي تساهم بتقوية المهارات الحياتية وبناء الانسان ، بطريقة تعلمه روح المبادرة والقدرة على الاختيار. وهذا لايتحقق إلا بتعاون جميع المؤسسات ذات الصلة ابتداء من الأسرة لحل التناقض بين ما هو مسموح ومتاح له اجتماعياً وسياسياً وبين ما يحتاجه بشكل فعلي كإنسان يعيش في عالم اليوم. ------------------------------------------ linadayoub@gmail.com |
|