تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


معاناة الشباب بعد التخرج...!!

شباب
22-8-2011
بشرى حاج معلا

شهدت سوريا تطوراً ملحوظاً في جميع المجالات منذ السبعينات وحتى الآن وخصوصاً في مجالي التربية والتعليم العالي والذي أصبح متاحاً للجميع وذلك من خلال تطبيق ديمقراطية التعليم ومجانيته في

جميع المراحل سواء التعليم الأساسي والثانوي والعالي.. حيث لقي التعليم العالي في سورية اهتماماً ورعاية كبيرين فتطورت العملية التعليمية لتلبي حاجة المجتمع من الاختصاصات المختلفة مساهمة في عملية التطوير والتنمية بشكل عام.. ولكن ما تم استثماره من طاقات طلابية ومن مختلف الاختصاصات لم يتسن له أن يستفيد مما تم تلقينه وبأغلبية ساحقة.. بسبب عدم التوافق بين الأعداد الهائلة للخريجين مع المؤسسات الموجودة، مع لفت النظر بأن من تخرج من جامعة أو‏

معهد قد تكلف ما تكلفه من مبالغ غير القليلة حتى أنهى دراسته.. فما هو الواقع المنتظر بعد كل ذلك..؟؟‏‏

معهد الأعمال اليدوية خرّج وألغى التزامه..!!‏‏

أعداد كبيرة من الطلاب يرغبون بالتسجيل في الجامعات والمعاهد الملتزمة حتى يحصدوا فرصتهم بالتعيين.. ولكن وعلى ما يبدو أن بعضها ألغى التزامه وضيعت أحلام من سافرت به إلى أبواب العمل..‏‏

شكاوى عديدة تردنا.. وآلام مستعصية لا نجد لها الدواء رغم كل البحث الجاري..‏‏

هديل معين حسين تقول: انتسبنا إلى معهد الأعمال اليدوية في القرداحة لعلمنا أنه ملتزم وتخرجنا منه عام 2009 فالدورة التي كانت قبلنا التزمت بالطلاب أما نحن فضاعت آمالنا.. بعد أن سبقتها وعود ووعود بالالتزام.. فبعد أن سجلنا في المعهد ولأكثر من أربعة أشهر والوعود قائمة.. ولكن ما من أي صدى يذكر.. ونحن منذ عامين منتظرون إجراء مسابقة للمعهد.. حتى ساعات التدريس لم أستطع الحصول على تكليف بها بحجة عدم توفر الشواغر في المحافظة..علما أن عددنا لا يزيد عن /60/ خريجة.. فلِمَ لا يصدر أي قرار لاستيعابنا..؟!.. وأنا الآن عاطلة عن العمل مع أخوتي.. حتى أمي التي حاولت أن تبحث عن عمل لم تجد على الرغم من أنها مسجلة في الشؤون الاجتماعية والعمل منذ عام 2001‏‏

نتمنى جميعاً أن نحظى بالرحمة علنا نصبح فاعلين ومنتجين في المجتمع الذي أنتجنا حاملين شهادات في النهاية متمنين الاستفادة منها..علماً أنه لا يوجد معيل في البيت سوى الوالد المتقاعد المريض حيث يقول: نحن نعلم أن لكل امرئ نصيب في هذه الحياة ولكن لوعرفنا مسبقاً بعدم التزام المعهد لما أضعنا سنتين وكنت سجلت ابنتي في كلية الآداب.. فنحن في النهاية نبحث عن السبيل الأقرب والأنجع.. وبمعنى أدق " لقمة العيش "..‏‏

السيد علاء ديوب " رئيس دائرة إعداد المعلمين في طرطوس" يقول: المعهد أقيم منذ عام /1983/ في دمشق وتبع فرع له في القرداحة ولكن ألغي التزامه عام/ 2007/ حيث دمج مع معهد الرسم.. وهناك العديد من المعاهد ألغيت مثل معهد العلوم - معهد اللغة الانكليزية والفرنسية...‏‏

وبناء على القرار رقم /46/ وبتاريخ 2009 المتضمن تعديل تسمية معاهد التربية الفنية التابعة لوزارة التربية في المحافظات أصبح حالياً " معهد التربية الفنية التشكيلية والتطبيقية " وهناك دورتان للمعهد لم تحظ بالالتزام..‏‏

----------------------------------------------‏‏

معاناة بالجملة..‏‏

يبدو أن الغوص في هذا الموضوع بالتحديد يحرك أوجاعا لا حصر لها لدى الكثيرين حيث يقول عمار: درست معهداً صناعياً في اللاذقية وتخرجت منه وأحسست بأنني أضعت سنتين دون فائدة تذكر, علما أنني لا أؤمن بأي مسابقة لأن المحسوبية كثيرة ما اضطرني إلى إعادة تسجيلي بالثانوية العامة ودرست الحقوق وها أنا قد تجاوزت الثلاثين من عمري وما زلت في نطاق التدريب بعد العذاب الكبير.. ونحن ستة في البيت وكلنا حاملو شهادات معاهد ثم بعدها جامعات أي أضعنا حوالي /10/ سنوات بالتعليم مع تكاليف وعناء السفر.. وبالرغم من هذا كله لم نرتق إلى التوظيف في أية مؤسسة وأصبحنا كلنا فاشلين..ما أدى إلى عجزنا عن الزواج وتجاوزنا الثلاثينات ولا نستطيع تأمين مستلزمات الزواج الحديث ضمن المتطلبات الكثيرة، فما هي الفائدة من هذه الشهادات كلها..؟؟ نعلقها على الحائط ونتحسر..!‏‏

حتى حاملو الشهادة الإعدادية والثانوية يتحسرون..!!‏‏

مع أنهم لم يتابعوا تعليمهم.. واختصروا السنوات الكثيرة.. لم يحصدوا الفرص بعد..‏‏

ربا رمضان من قرية بيت الديك التابعة لمحافظة طرطوس تقول: أحمل الشهادة الإعدادية منذ عام 2000 ومسجلة بالشؤون.. حيث طلبوني مرتين / مرة للتربية وأخرى لمشفى الباسل ولكن دون جدوى تذكر لأن الحظ كان عدوي.. ولا أعرف السبب.. ؟؟‏‏

أما إيمان حسين فتقول: نحن /10/ أفراد في العائلة وكلنا مسجلون في الشؤون الاجتماعية في طرطوس ومع ذلك لا معيل لدينا سوى الوالد المتقاعد المريض.. ولا يمكن له تأمين أبسط متطلبات العيش لنا.. علماً أننا بحثنا كثيراً.. لا قطاع عام ولا خاص قدر أن يحوي أي أحد منا.. فما الحل..؟! ونريد أن نسأل..؟‏‏

على أي أساس يتم توظيف العاملين في القطاعين العام والخاص..؟؟ هل يتم إحصاء من هم بأمس الحاجة للعمل..؟! أم أن هناك من يسعفه الحظ ليحظى بالسلم الوظيفي اللائق.. دون المعرفة المسبقة بالخلفيات المادية لديه.. وواقع الحال الذي ينتمي إليه؟‏‏

في النهاية..‏‏

نتمنى من كل الجهات المعنية دراسة واقع الأسر لأن المقارنة كبيرة بين أسرة كل أفرادها موظفين علماً أنهم غير حاملين لأي شهادة تذكر، وأسرة كلها مثقفون ولا أحد منها يشارك القطاع العام أو الخاص.. متمنين أمنية واحدة.. أن تتم مراعاة هذه الأسر والدراسة الدقيقة لواقعها حيث يتم توظيف أحد أفرادها أي " لكل أسرة موظف على الأقل " بما يسهم في تحقيق جزء صغير من العدالة التي نبحث عنها.. ويحقق المساواة.. وإعادة النظر بالمعاهد لإيجاد منفذ ايجابي لها.. لأن أغلبها تصنف على أنها مضيعة للوقت بدلاً من استثماره.. ونحن على ثقة وإيمان بكامل الجهود التي تقام حالياً.. وفي ظل سياسة التحديث والتطوير، ورغبة في تلبية مطالب الأعداد المتزايدة من طارقي أبواب العلم في الجامعات والمعاهد..‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية