|
شهداء ولن يكون الوطن منيعاً بغير الشهادة، والشهيد هو الإنسان العظيم الذي عاهد فصدق، دعاه الوطن فأسرع ومن أجل أن ينتصر الوطن قرر الشهادة واستشهد، في جبل العرب الأشم تلد الأمهات أبطالاً ميامين لايهابون الموت..
والشهيد البطل عماد هايل أبو ترابه واحد من هؤلاء الفرسان حمل روحه على كفه عندما سمع صوت الوطن يناديه فتألق في قلبه حب الوطن صادقاً دافئاً وقدم أغلى مايملك وروى بدمه الطاهر أرض الوطن ليهنأ وطنه بالأمن والاستقرار. « ساله» القرية الوادعة ودعت شهيدها وشهيد الوطن عماد في عرس جماهيري تعالت فيه زغاريد النسوة وصدحت حناجر الكبار والصغار مؤكدة أن الوطن لكي يبقى شامخاً موفور الكرامة يحتاج إلى تضحيات أبنائه ورص الصفوف للتصدي للمؤامرات والمخططات التي تحاولت النيل من أمن واستقرار الوطن ووحدته الوطنية. استشهاده وسام على صدورنا
والد الشهيد هايل أبو ترابة قال: كان مثالاً يحتذى في الأخلاق والصفات الحميدة محباً لأهله باراً بوالديه حنوناً على أشقائه وشقيقاته مخلصاً لوطنه ووفياً لقيم العروبة التي تربى عليها فاختار درب الشهادة وكان بحق شهيد الواجب وضحى بدمه وروحه كرمى للوطن وصون أمنه وكرامته وأفتخر وأعتز باستشهاده، واستشهاده وسام شرف لنا نضعه على صدورنا، وأقول لكل من يحاول النيل من وحدتنا الوطنية ويعبث بأمن واستقرار سورية الأبية ويشوه صورتها أن محاولاتكم مصيرها الفشل لأن سورية قلعة قوية صامدة بشعبها وقائدها السيد الرئيس بشار الأسد وعلى صخرة صمودها ستتحطم كل المؤامرات والمخططات وستخرج من هذه الأزمة أكثر قوة ومنعة ودماء الشهداء الطاهرة لن تذهب هدراً بل ستلاحقكم أيها المخربون والمتآمرون أينما كنتم وحيثما وجدتم وسنطهر الوطن منكم ومن أفعالكم التي لاتمت للإنسانية بصلة. لن أنساه أبداً أم الشهيد صالحة أبو ترابة قالت: قبل يوم من استشهاد عماد قدم إلى المنزل وطلب مني أن أعد له الطعام على عجل كي يغادر إلى مكان خدمته ليأتي في المرة الثانية ملفوفاً بعلم الوطن شهيداً ليسجل اسمه في صفحات المجد والعزة والخلود بين شهداء الوطن، فعماد منذ صغره كان حنوناً مؤدباً وخلوقاً أعتز وأفتخر باستشهاده ولن أنساه أبداً فهو باقٍ في الذاكرة والقلب. قيمة الشهادة لاتعلوها قيمة علاء ورواد شقيقا الشهيد قالا: الموت حق ونحن نؤمن بما جاء في كتاب الله العزيز «ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون»، وأمام عظمة الشهادة نقف وقفة عز وكبرياء وفخار ونفتخر ونعتز باستشهاد شقيقنا فهو شهيد الوطن والواجب وقيمة الشهادة لاتعلوها قيمة وتضحيات الشهداء لاتساويها تضحية وكرمهم لايساويه كرم، ومن أكرم من الشهيد الذي قدم دمه رخيصاً في سبيل الوطن وعزته وكرامته. وصحيح أن فقده صعب علينا وفراقه آلمنا جداً لكن لاشيء يعلو فوق الوطن وكلنا مشاريع شهادة من أجله ونحن لم نستغرب أو نتفاجأ باستشهاد أخينا لأنه يملك من الشجاعة والإقدام والحماسة والإخلاص والاندفاع ما أهله لنيل شرف الشهادة، رحم الله الشهيد وجميع شهداء الوطن الأبرار وحمى الله سورية وقائدها من كل المتربصين والمتآمرين الذين يضمرون الشر والسوء لها وبإذن الله سورية منتصرة وستبقى أبية ومصانة وموفورة الكرامة. شقيقات الشهيد ضياء وتغريد وهيفاء قلن: لقد كان عماد أخاً حنوناً وسنداً لنا وترك فراغاً كبيراً في حياتنا وكان يحب الخير لكل الناس ولذلك كان الناس يحبونه ولم يبقَ إنسان في قرية ساله من الشيوخ والرجال والشباب والنساء والقرى المجاورة والبعيدة إلا وحضر مراسم التشييع الذي كان عرساً وطنياً ونحن نفتخر ونعتز باستشهاده. ولفتت شقيقته هيفاء إلى أن الشهيد اتصل بها قبل استشهاده بيوم وتحادثا حول نيته أن يخطب عند عودته في أقرب فرصة ولكن قرب الشهادة كان أسرع من ذلك فزف عريساً لسورية ومن أجل عزتها وكرامتها وسيادتها، وإن المؤامرة الدنيئة التي تتعرض لها سورية ماهي إلا دليل على عظمتها وصوابية مواقفها وتمسكها بالثوابت الوطنية والقومية التي لاتروق للأعداء والمتآمرين والقوى التي تقف خلفهم. كيد الأعداء سيرتد إلى نحورهم عبد الله أبو ترابة عم الشهيد أشار إلى أن الشهيد عماد عندما غادر القرية إلى مكان خدمته كلف مع مجموعة من زملائه بمهمة ليلية تعرضوا خلالها لكمين من قبل المجموعات الإجرامية المسلحة التي قتلت السائق أولاً ومن ثم أجهزت على الشهيد عماد ورفاقه ليلتحقوا جميعاً بكوكبة شهداء الوطن ويرووا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن، ورسالتنا إلى المخربين والعابثين بأمن الوطن ومن يقف خلفهم نقول لهم إنكم مهما حاولتم أن تنالوا من وحدتنا الوطنية وأن تنتزعوا الطمأنينة من عيون أطفالنا وأن تشوهوا صورة سورية التي نعشق ونقتديها بالمهج والأرواح، مصيرها الفشل وخسئتم وإن كيدكم سوف يرتد إلى نحوركم بإذن الله فسورية الله حاميها وستخرج من هذه المحنة أكثر تألقاً وصموداً وعنفواناً. وقال فايز طلايع مختار قرية ساله أن الشهيد عماد تربى في أسرة مكافحة على القيم والأخلاق النبيلة وحب الوطن والذود عن حياضه وكان طيب المعشر خلوقاً ومؤدباً محباً لأهل قريته لم يشتكِ منه أحد في يوم من الأيام وكان يشاركهم في أفراحهم وأتراحهم وكل المزايا والصفات الحميدة اجتمعت في شخصه وأهم مايميزه تفانيه وإخلاصه لوطنه الذي قدم أغلى مايملك من أجله فاستحق شرف نيل الشهادة، رحم الله الشهيد وجميع شهداء الوطن وجعل مثواهم الجنة وحفظ الله سورية وقائدها من كل مكروه. مثقال بحصاص جار أهل الشهيد أكد أن الشهيد عماد كان من خيرة شباب القرية وكان جاراً لم يجر في يوم من الأيام على جيرانه مؤدب وخلوق واستشهاده مبعث فخر واعتزاز لنا جميعاً. والشهيد عماد هايل أبو ترابة من مواليد قرية ساله عام 1991 يحمل الشهادة الثانوية تطوع في قوى الأمن الداخلي عام 2009 ونال شرف الشهادة بتاريخ 2/8/2011 عازب وله شقيقان و3 شقيقات وقريته تبعد عن مدينة السويداء نحو 24 كم شرقاً ونشاط أهلها هو الزراعة. |
|