|
مجتــمـــــع الغاية تبرر الوسيلة أغلب الأصدقاء كالعملة المزيفة لانكتشفها إلا حين نتعامل معها، وهذا سبب ندرتهم زملاء المصالح تجدهم في كل مكان في عملك وفي حياتك اليومية، ولا ينكشفون إلا في الشدائد والأزمات هكذا بدأ علاء 27 عاماً وأضاف: إن صديق المنفعة هو شخص -طفيلي- يعيش على قاعدة شهيرة « الغاية تبرر الوسيلة» وهذا الأسلوب غير أخلاقي لأنه نفعي بحت يشجع على الوصول إلى المنفعة الذاتية الضيقة، بغض النظر عن تأثيراتها السلبية في الآخرين، وعندما يكتشف الشخص أنه يتعرض للخديعة والاستغلال ممن يفترض أنهم من أقرب الناس إليه وهم الأصدقاء، فإن ذلك يعني اهتزاز ثقة ذلك الشخص بكل المحيطين به. ولايجد حسن 30 عاماً محاسب قطاع خاص أي حرج بقوله: إنني أرتبط بصداقات مصالح مع العديد من الأشخاص ممن أستفيد منهم في تسهيل أموري إذ كل شخص منا يجامل الآخر ويدعي صداقته وجميعنا نعرف أن المصلحة تجمعنا، وهذا النمط في التعامل أصبح هو السائد إذ باتت العلاقات محكومة بالمصالح ومقدار الفائدة المرجوة منها لنصل إلى أعلى درجة من النجاح في الحياة.. ولا أخفي أنه قبل دخولي معترك العمل كانت نظرتي مخالفة لنظرتي الحالية للأصدقاء، فقد كنت أرفض استغلال الأصدقاء لمكانتهم العملية، وأرفض التملق لكل ذي منصب.. ولكنني شعرت بأنني مثالي في ذلك عندما عملت.. وباتت أغلب صداقاتي مبنية على المصلحة والمنفعة الشخصية التبادلية. الصديق الأناني على حين يشكو عدنان 35 عاماً ويعمل تاجراً من أصدقائه الذين لا يعرفونه إلا عند المصلحة ولا يتصلون به إلا إذا كانوا محتاجين لخدماته.. لهذا يفكر كثيرا في قطع حبال هذه الصداقة ويضيف: إن الصديق هو الذي يعرفك في شدتك وليس في شدته، هو الذي يعينك في أزمتك ويخفف آلامك وليس آلامه فقط ويتأسف كثيراً لانتشار ظاهرة الصديق الأناني الذي يأخذ دون أن يعطي.. وبالفعل كنت أرى وألمس أن هناك أصدقاء يصنفون أصحابهم حسب الغرض منهم، فمنهم من يصادق زميلاً ثقيل الظل لكنه مجتهد في دراسته وآخر بخيل لكنه حكيم.. وآخر ناضج للاستشارة.. فالصديق حسب الطلب انتشر بين الشباب بعكس صداقة الفتيات اللواتي تعتمد معظمن على صديقة أو اثنتين فقط.. والفتاة غالباً ما تحتاج لصديقة مخلصة.. وهذا ما نفتقده على نطاق واسع بين الشباب. تراجع في المعايير ويرى المهندس رضوان 32 عاماً أن الصداقة أسمى ما في الوجود والصديق الوفي هو من يصارح صديقه بحقيقة عيوبه، وهذا ما لا يتقبله البشر وهذا ما حصل معي فأنا أصبحت أفقد صداقة الكثيرين بسبب حبي لهم وصدقي معهم لذلك لا أحبذ أن أصادق أحداً لمصلحة ولكننا بشر مختلفو الطباع وقد نرتاح لصديق دون آخر وهذه طبيعة بشرية في كل الناس ولا أجد ما يعيبها.. لكن من الصعوبة أن تجد صديقاً مقرباً وموثوقاً به. أخيراً يؤكد المعنيون بهذا المجال أن معايير احترام الصداقة في مجتمعنا تراجعت فتحولت إلى مجرد علاقات الهدف الأساسي منها المصلحة، وهنا اختلفت العلاقات الاجتماعية وأصبح من الصعب أن يجد المرء شخصاً مخلصاً يتخذه صديقاً له بعيداً عن المصلحة وبالعموم فإن صداقاتنا تبنى في الأصل على الارتياح الشخصي، أو الانسجام الفكري أو الارتباط الاجتماعي أو المصالح الشخصية ولا ضير فيها كلها مجتمعة ولكن الذي يحدث هو الفتور بين الأصدقاء لعدم الانسجام أو الحرص على بناء علاقة جيدة وخصوصاً أن هناك العديد من البشر تكون أهدافهم مقصودة للنفع فقط وهؤلاء أقرب إلى الوباء.. وتبادل المنفعة بين الأصدقاء يؤدي إلى استغلال أحد الطرفين للآخر.. الأمر الذي يؤدي إلى التنافر لذلك الصداقة بدأت تفقد معناها الحقيقي بمعاناتها لمرض المنفعة والمصلحة وبذلك تتحقق مقولة الاستحالة في إيجاد الخل الوفي. |
|