تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


(المنتصر الأكبر ) في ليبيا!!

منوعات
السبت 27-8-2011
أحمد ضوا

ماترتكبه الآلة العسكرية الإسرائيلية من جرائم يومية ليلا ونهاراً في قطاع غزة المحاصر والمعزول عن العالم الخارجي منذ سنوات يطرح الكثير من التساؤلات وأهمها أين المدافعين عن حقوق الانسان من العرب والأجانب؟ وأين يقبع بعض القادة الذين يتألمون لنزيف الدم العربي كما يدعون؟

على مايبدو أن الطائرات الاسرائيلية التي يتمرن طياروها على الاهداف المدنية في قطاع غزة لاترصدها رادارات هؤلاء القادة، وكذلك الجرائم المؤكدة والمثبتة بالمشاهد الحقيقة والحية لا تحرك ضمائرهم .. فالقاتل والمجرم هو اسرائيل المدللة.. وآلة القتل غربية الصنع واللمسات ومن يقضي بنيرانها لاقيمة انسانية له ويستحق أن يموت في كل مكان.‏‏

المشهد في سماء غزة لايختلف عن نظيره في سماء ليبيا حيث طائرات الاطلسي تحول هذا البلد العربي الى خراب ودمار، ولم تتوقف عن ذلك رغم الاعلان عن سقوط أكثر من 20 ألف قتيل منذ بدء الاحداث حتى الآن والعنوان البارز في الصحف الفرنسية مع التطورات على الأرض «ان المنتصر الأكبر في ليبيا هو الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وليس الشعب الليبي كما تدعي بعض الفضائيات التحريضية العربية».‏‏

ماقالته بعض الصحف الفرنسية هو عين الحقيقة فعدد من القادة الأوروبيين يعولون على سير الاحداث في المنطقة على بقائهم في السلطة أو عدمه، وماتنشره وسائل الإعلام الغربية والأميركية بهذا الخصوص لاغبار عليه، وهؤلاء القادة لايهتمون لعدد القتلى في ليبيا أو غزة أو غيرهما مادامت النتيجة تصب في ضمان استمرارهم في السلطة، اضافة لتحقيق مصالح اسرائيل قبل بلدانهم.‏‏

فرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يعول علىارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين في قطاع غزة لاستعادة شعبيته في أوساط الاسرائيليين ومنع انهيار حكومته.‏‏

والرئيس الفرنسي ساركوزي الذي تشارك بلاده عبر الناتو بقتل الشعب الليبي وتدمير مؤسساته يعول على تطور الاحداث في ليبيا للفوز في الرئاسة الثانية بفرنسا.‏‏

وكذلك الأمر بالنسبة للرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يأمل هو الآخر على تدخل بلاده في الشؤون الداخلية العربية وتسخين الأحداث في عدد من الدول العربية وخاصة سورية، استجابة للضغوط الصهيونية باستعادة جزء من الشعبية التي فقدها، والتي وصلت الى حدود قياسية وفقاً لاستطلاعات أميركية أخيرة، وصولاً الى انتخابه وبقائه في البيت الأبيض لفترة رئاسية ثانية.‏‏

فكل الحديث الغربي الاستعماري والأميركي الصهيوني عن الديمقراطية والحرية مجرد شعارات والأهداف هي المصالح وتعزيز السيطرة على المنطقة وضمان الاستمرار في المناصب ومراكز القرار، وكل المعطيات تؤكد ان التصعيد السياسي والأمني الغربي الأميركي ضد سورية يهدف الى فرملة وإيقاف المشروع الاصلاحي الذي يسير بخطا ثابتة وبأوقات محددة وقياسية.‏‏

ان الدماء العربية واحدة وعزيزة وغالية في كل الأماكن والمواقع ومن لايهتم أو لايكترث بها في غزة فلن يكترث لها في ليبيا أو غيرها واعلان ساركوزي المنتصر الأكبر في ليبيا رغم مقتل أكثر من 20 ألف ليبي يؤكد حقيقة النوايا العدوانية لبعض الدول الغربية والولايات المتحدة تجاه المنطقة ومستقبلها السياسي والاقتصادي.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية