|
رياضة على أمل أن تسمى الأشياء بمسمياتها واتخاذ قرارات عادلة، دون نسيان الثناء على الكوادر الفنية واللاعبين الذين كانوا على قدر المسؤولية وأكثر، وما قدموه وما حققوه من نتائج خلال الأشهر الماضية يشهد لهم..
آخر الأخبار تقول إن القيادة الرياضية والتي هي هنا الاتحاد الرياضي العام واللجنة الأولمبية تدرس ما خرجت به لجنة التحقيق الأولمبية، وتتابع مع الجهات المعنية الوصول إلى قرار عادل وهناك كلام حول اتصالات مع الاتحاد الدولي (الفيفا) بهذا الشأن، كما يتوقع أن يدعى اتحاد اللعبة إلى اجتماع توضع فيه النقاط على الحروف، لتسدل الستارة على هذا الفصل الحزين من مسرحية (كرتنا) بإعلان استقالة الاتحاد أو حجب الثقة عنه.. وبالطبع يجب عدم الوقوف عند هذا الحد إذ لا بد من المتابعة والمحاسبة حول أخطاء ومخالفات كثيرة.. لا استشارة للاستشارية وحتى تكون متابعتنا لهذه القضية دقيقة ووفق نظرة علمية وحيادية، تحدثنا إلى الدكتور مروان عرفات وهو الخبرة الرياضية والكروية الكبيرة، وهو أيضاً (وهذا مهم هنا) رئيس اللجنة الاستشارية التي كلفت بالتعاون مع اتحاد كرة القدم وضمت شخصيات مهمة، لكن عملها بقي حبراً على ورق ولم يستشر في كثير من القضايا الكبيرة ومنها قضيتنا المتمثلة بمشاركة اللاعب جورج مراد دون استكمال الإجراءات اللازمة..
سألنا الدكتور مروان عن ملاحظاته وهو الذي تواجد على فترات في اتحاد اللعبة خلال الأشهر الماضية مع لجنته الاستشارية فقال: كنا نجتمع كلجنة في أوقات محددة، وقد طلبت تخصيصنا بمكان نعمل فيه ولكن وعود رئيس الاتحاد ذهبت هباءً وكنا نأتي كضيوف ننتظر هنا وهناك ثم نجلس في غرفة الاجتماعات وقد سجلنا الملاحظات التالية ومنها ما هو قديم: - عمل الاتحاد يفتقد إلى التنظيم شكلاً ومضموناً، فمن حيث الشكل الغرف لا تكفي لحاجة العمل ويزيد الطين بلة أن موظفين خصصوا بغرفة فيما يمكن أن يجلسوا كمجموعة في غرفة واحدة، على أن تكون الغرف الأخرى للجان الفاعلة التي لديها الأوراق والمصنفات، فقط لجنة الحكام المدللة حظيت بغرفة (؟!). كما أن الموظفين أدمنوا آلية عمل فيها الكثير من الخلل، بل كانوا طرفاً في المشكلات ومنهم من يسرب أسرار الاتحاد ونتائج الاجتماعات وأكثر من ذلك يمكن لبعضهم تعيين الحكام والمراقبين (؟!)... والبعض قد لا يتواجد دائماً، وعندما عملنا كلجنة استشارية احتجنا ليومين لطباعة تقريرنا لعدم وجود الموظف؟
هناك موظفون يمكن أن يكونوا أقوى من رئيس الاتحاد إذا سمحت الظروف!! وهذا خلل في المضمون فالدوام وضياع المسؤوليات والفوضى في العمل حتى تظن أنك في حارة (كل مين إيدوا إلو).. ولأن السكرتارية أو أمانة السر هي الجوهر والأساس في عمل الاتحاد فلا بد من وجود موظفين كثر يتابعون العمل مع أمين السر: ونحن كلجنة طلب منا رئيس الاتحاد الرياضي اللواء موفق جمعة التعاون مع اتحاد اللعبة واستجبنا فلم نجد القبول بصراحة من الاتحاد فكان هناك إهمال ومع ذلك قدمنا دراسة كبيرة ولم نعلن فحواها احتراماً للاتحاد ولكنها بقيت في الأدراج وهذا منذ عدة أشهر ومما تضمنيه الدراسة إشارة إلى العمل الإداري والخلل فيه، إضافة إلى أننا لم نستشر في أكثر من مسألة مهمة ومنها موضوع دوري المحترفين والدعوة إلى رفع عدد الأندية وما إلى ذلك. هذا هو الاتحاد وبعد (يتابع الدكتور عرفات) من خلال رؤيتي فإن اتحاد اللعبة لم يكن مؤسسة بل مجموعة من الموظفين المتنفذين مع رئيس الاتحاد وأمين السر، والرئيس يدعو إلى الاجتماعات متى يريد، وهناك أشخاص يتواجدون باستمرار في هذا المكتب أو ذاك ينتظرون فرصة لمراقبة مباراة أو مهمة ما وهكذا. والاتحاد جمع ممثلي المحافظين ومعظمهم غير فاعل لكنهم يشكلون قوة ضغط على رئيس الاتحاد وهناك المقيمون بدمشق الذين لا يؤثرون كثيراً، واللوم الكبير على رئيس الاتحاد الذي كان كثير السفر رغم حراجة الموقف في الأشهر الأخيرة. وهناك ود مفقود بين رئيس الاتحاد ونائبه رغم محاولات التجميل وهذا يسأل عنه الاثنان ولا يقبل من النائب أن يظهر الحيادية وموقفه السلبي بسبب الخلافات وإلا ليبتعد نهائياً؟! - أمين السر هو موظف ارتباطه المباشر مع رئيس الاتحاد، وبغياب رئيس الاتحاد لا يحل ولا يربط؟! - أعضاء الاتحاد منهم من ليس له علاقة باللعبة وإن كان محباً لها، وبعضهم أتى من خلال مسارب ما رغم أن الازدواجية تمنع ذلك وفي كثير من الأحيان يتحولون إلى أطراف في القضايا المثارة وينسون أنهم قياديون للعبة كلها.. والمؤسف أن الانتخابات أفرزت هؤلاء وأخرجت محافظات كبيرة (حمص - حلب) وإذا عرفنا أن ممثلي العاصمة ضعفاء فهذا يعني أن كرة القدم الحقيقية غير موجود بالاتحاد.. تحقيق وضعف وتسرع وحول نتائج لجنتي التحقيق فيما حدث قال عرفات: عملت على دراسة المسألة بشكل شخصي وبحثت في كل الاتجاهات، واحتجت إلى نحو عشرة أيام لأصل إلى رؤية واضحة في الوقت الذي كانت نتائج التحقيق متسرعة، ففي لجنة اتحاد الكرة كانت النتائج مسيئة للعبة وهي صفر على الشمال فاللجنة بالأساس مرفوضة.. أما لجنة الاتحاد الرياضي فكان عملها أفضل لكنها أصابت في 85 بالمئة، ولو اطلعت على مواد الاتحاد الدولي ولاسيما السابقة و (17) و (18) لتوصلت إلى نتائج أكثر دقة، فمن الخطأ تحميل المسؤولية للمدير الفني للمنتخب نزار محروس الذي ينحصر عمله في الجانب الفني، إذ ليس من مهامه معرفة كم مباراة لعب مراد ومتى وما إلى ذلك (؟!) وكذلك الحال بالنسبة للمدير عبد القادر كردغلي، وكان حرياً توجيه الشكر والثناء للكادر الفني واللاعبين لأنهم أعطوا بإخلاص، وظهر المنتخب في صورة متطورة.. وباختصار يجب حصر المسؤولية في اتحاد اللعبة رئيساً وأعضاء وكذلك أمانة السر هذا إن أردنا الحقيقة والعدالة.. فهؤلاء الذين كانوا مطالبين بالمتابعة والاطلاع على القوانين والأنظمة، فالعمل في اتحاد الكرة يتطلب من رئيس الاتحاد وأمين السر متابعة ما يرد يومياً من الاتحاد الدولي والاتحادات القارية وكذلك المراسلات والاطلاع على آخر المستجدات. استقالة ومحاسبة وحول ما يجب أن يكون من قرارات نهائية بحسب توقعاته قال الخبير مروان: أولاً لو كنت مكان رئيس الاتحاد لاستقلت لأنه يجب تحمل المسؤولية وهذا أفضل من أن أقال وقد كنت أتوقع استقالة الاتحاد ككل مع السكرتير... وبعد ذلك يجب متابعة التحقيق والمحاسبة، ويكفي الإشارة إلى الخسائر المادية الكبيرة ومنها نحو مليوني دولار من عائدات النقل التلفزيوني. تسريب وتقصير وسألت الدكتور مروان عن تسريب المعلومة للاتحاد الآسيوي ومن ثم لطاجكستان وهذا الأمر لم يعط حقه في التحقيق فقال: - للأسف هناك خلل في نفوس البعض وهؤلاء يجب أن يطالهم التحقيق، فأياً كان سبب تسريب المعلومة فإن من يشي بأسراره ويضر بلده قذر، ولابد من التحقيق مع أعضاء الاتحاد ومن هم في الكواليس، ولا يخفى على أحد أن هناك أعداء لرئيس الاتحاد ومن هنا نقطة البداية. وهنا أقول: لقد أخطأ رئيس الاتحاد ولم يستفد من أخطاء الماضي، وكان عليه أن يعمل وظهره محمي وخاصة أنه قد جمع في اتحاده أعضاءً ضعافاً وعلاقاته مع شخصيات خارج الاتحاد ضعيفة، وعلاقاته العامة الخارجية ضعيفة أيضاً، وهذا يعني أن هؤلاء إن لم يعملوا على تفشيله فإنهم لن يساعدوه؟! قرارات قريبة وأخيراً فإنه من المنتظر أن تصدر القرارات النهائية خلال الأيام القليلة القادمة، ولابد من الوصول إلى ما يرضي الجمهور والضمير ويحقق العدالة فلا يظلم أحد ولا يبخس حق أحد.. |
|