تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الدولة الفلسطينية .. آمال ومخاطر

البقعة الساخنة
الأثنين 29-8-2011
عدنان علي

بعد حوالي أسبوعين من المقرر أن يتقدم الجانب الفلسطيني بطلب إلى الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، وهي خطوة لم تخف إسرائيل قلقها حيالها باعتبارها قد تخلق واقعا جديدا ينهي الاستفراد الإسرائيلي بالطرف الفلسطيني القائم منذ بداية عملية التفاوض العقيمة التي انطلقت قبل عشرين عاما، في ظل ما هو معروف من اختلال في موازين القوى بين الطرفين.

ويرى مراقبون أن إسرائيل لن تكتفي على الأرجح بخطوات سياسية ودبلوماسية لوأد مفاعيل هذا التطور عبر تكثيف الضغط السياسي والمادي المستند الى الدعم الأميركي، بل انها أعدت خططا عسكرية لمواجهة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك مواجهة المسيرات الحاشدة التي من المقرر أن تتوجه نحو المستوطنات والجيش الإسرائيلي يوم 20 أيلول حيث قد يقدم جيش الاحتلال على قتل متظاهرين فلسطينيين،وربما يكون ذلك بأعداد كبيرة الأمر الذي قد يدفع الفصائل الفلسطينية الى الرد عبر إطلاق صواريخ من قطاع غزة ، ومن غير المستبعد تاليا ان يشن جيش الاحتلال حربا أخرى على القطاع أو يقوم بعمليات عنيفة هناك، وذلك بهدف قلب الطاولة، وإعادة فرض منطق الاحتلال بغية قطع الطريق على منطق «كرة الثلج» الدبلوماسية الذي قد يستولده الاعتراف بالدولة الفلسطينية.‏

لا شك ان طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية وان كانت خطوة لها دلالات رمزية هامة وربما سياسية إن أحسن توظيفها ضمن خطة محكمة ، فإن لها مخاطرها أيضا، اذا ظلت عملية مبتورة ولم تستتبع بآليات عمل محددة توفر دينامية متصاعدة باتجاه إحكام العزلة الدولية حول الموقف الإسرائيلي الذي بات يفتقر ليس للتفهم الدولي وحسب، بل للأسس الأخلاقية، بحيث باتت محرجة أي حكومة في العالم تحاول الدفاع أو تبرير تصرفات حكومة الاحتلال الأخير المتبقي في العالم المعاصر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية