|
شؤون سياسية فالنظام الصهيوني الذي دعا رئيسه شيمون بيرس إلى قلب الحكم في سورية سكت في بداية الأحداث فيها لإيهام الآخرين بأن اسرائيل غير متورطة بها، بينما تدعم منذ سنين طويلة الزمر المعارضة الصغيرة التي تعيش في الخارج ، حيث تتواصل معهم عن طريق عملائها وتقيم علاقات تنسيق معهم ضد سورية. والصحافة الاسرائيلية لحقت بقريناتها الفرنسية والبريطانية والأميركية وغيرها في حرب الدعاية اللئيمة التي تبث سمومها على مدى اليوم والتي لها هدف واحد: إسقاط نهج سورية ، آخر معقل من معاقل المقاومة بمساعدة العراب الأميركي لبلقنة الشرق الأوسط وشمال افريقية وتقسيم الدول العربية إلى فتات وكل ذلك لتقوية الهيمنة الصهيونية ، وهكذا يمكن القول عن جزء كبير من الأحداث في سورية إنها شيء « صنع في اسرائيل» ، ويمكن القول هنا إن سلسلة المغامرات والغزوات وحروب الامبريالية التي خيضت في البلقان وآسيا الوسطى والخليج العربي وافريقية غالباً ما جاءت تحت ذريعة المهام الانسانية أو الحرب على الإرهاب، وهما طريقة مرنة للهجوم على البلدان ذات السيادة وبث الفوضى فيها من خلال الوطء المسلح وتكتيكات أهمها الضرب على العصب الطائفي وتحريكه . وفي إطار ذلك ، تعمل هيئات الفوضى والتمويل على العمل على التمييز العنصري بكل أنواعه ، فتقترح تمويل حكومات موالية بالمال والسلاح، أو تمويل عصابات مسلحة به، أو تهدد بالحرمان من « المكرمات الأميركية» أو تحدد الدول التي عليها أن تدفع الاتاوات ، وهكذا نجد أن المتحرك الإرهابي المسلح في سورية الذي يقوض البنيات التحتية ويقتل المواطنين ، وراءه جهات عدة تموله بالسلاح والتدريبات ، وكيف يمثل بجثث الضحايا ، ومن بين تلك الجهات ما تسمى معارضة سورية صديقة للغرب واسرائيل دخلت في دوامة الأجنبي وسلمت رقابها للعدو، لتفتح حمام الدم من أجل «سورية» لقمة سائغة للمشروعات الامبريالية التي اعتاد غربها المتوحش على الانقلابات المفاجئة في التحالفات ، وخلق توترات وتحديات في البيئة الجغرافية العالمية من خلال عسكرة الفضاء والبحار وعرض القوة وأخيراً دعم المجموعات الارهابية. فأميركا والغرب يعملان على أساس « استيراد وتصدير» ، يصدرون الأمن والشياطين والارهاب والبوارج والأساطيل والفوضى، أما في الاستيراد فهي تستورد دماء الشعوب وأمن اسرائيل والنفط بالمجان . وما أبشع زعم إحدى دول الغرب بأنها ترسل جيوشها لتنشر الحضارة في الشرق، والحقيقة أنها تنشر الحقد على كل من لايركع أمام السلطة الامبريالية ، وغزو الحكومات عن طريق الأكاذيب والخداع، وإذا ساد مصطلح « التعدد» في عصر العولمة، أي مثل قوات متعددة الجنسيات ، وشركات متعددة الجنسيات ، فهنا الدولة الامبريالية المتعددة العدوانات : على العراق وأفغانستان وليبيا، وتهديدات يومية ضد سورية وايران واليمن. والسيد أوباما والجوقة التي تردد وراءه ، المستاء مما يحدث في سورية، عليه أن يكون أكثر استياء مما ارتكبته قواته منذ ثماني سنوات في العراق ومما يفعله حلفاؤه الاسرائيليون ويرتكبونه منذ سنين طويلة في غزة والقدس، والضفة الغربية وجنوب لبنان. أما بالنسبة للتهويل الاعلامي الذي يمارس على تلك الدول ومنها سورية، ترى صور الإعلام المغرض، والصور الملفقة ،، هل تخدع « العين الناقدة»؟ هيهات! فمهما كذب ادوار روتشيلد الصهيوني الاسرائيلي في صحيفته ليبراسيون ومهما لفقت الجزيرة والعربية، فإن أحابيل الامبريالية لن تخدع الآخرين بالعمليات الأميركية التي تجري تحت العلم المزيف ، فأينما نطقت الدبلوماسية الأميركية فهذا يعني تدخلاً عنيفاً آخر أو محاولة للتدخل. ولكن ثمة بصيص لعودة الأمل إلى ربوع العالم ، فحكام الغرب هم اليوم حكام حافة الهاوية في ظل أزمات عويصة لا يعرفون كيف يصدرونها إلى الدول الأخرى، ولاشك أن كثرة التدخلات والتخبط في السياسات والعلاقات الدولية، ستجعل « حفار القبور» جاهزاً لدفن الامبراطورية المريضة، وقد قال عضو مجلس النواب غاري أكرمان أخيراً : « نحن على وشك الخروج من هذا الكوكب»!. |
|