|
معاً على الطريق يساعدهم على ذلك بطبيعة الحال مواقف وتصريحات واصطفافات لا تخلو من طفولية أو سذاجة سياسية , أو ما أسميه احيانا بالنخاسة الوطنية والسياسية , حيث يعرض السياسي نفسه في المزادات متسولا من يشتريه أو يستأجره , على أمل إطالة بقائه على قيد الحياة , ولا أقول صلاحيته , فما بينهما فارق كبير . في هذا الاطار الذي يهون عملية التشكيك والتخوين , خرج علينا قبل أيام واحد اسمه أحمد الشيباني على أنه أحد أبرز وجوه المعارضة الليبية وهو يناشد المجتمع الدولي عبر صحيفة يديعوت أحرونوت دعم ثورته , ولأن التصريح للجريدة إياها فلا ينسى السيد المذكور أن يستخذي مضيفيه، مستجدياً العون والدعم . . فهل ينسحب موقفه على عموم الثورة الليبية وقادتها . قبل ليبيا , ثارت الشكوك تجاه الثورة المصرية , وخاصة أن كثيرا من عرابيها صرحوا أنهم سيظلون في حال نجحت الثورة , ملتزمين بالمعاهدات والاتفاقات السابقة التي أبرمتها الدولة المصرية , ولم يفهم أحد هذه التصريحات إلا في إطار مغازلة العدو الصهيوني , لكن وما إن نجحت الثورة حتى تقوضت على أرض الواقع اتفاقية الغاز , مرة بتفجير الأنابيب , ومرة بالدعوة إلى إعادة النظر في شروطها المجحفة , وأخيرا وليس آخرا خرجت مظاهرة مليونية في ساحة التحرير تطالب برحيل السفير الاسرائيلي , وبالاعتذار والتعويض عن استشهاد الجنود المصريين في سيناء , ما اصاب الأجهزة الإسرائيلية بالذعر , لأنها الأن في مواجهة شعب , لا على مائدة مساومات مع سلطة معزولة عن قاعدتها الشعبية . مزاج شعبي أحرج العدو كما ورثة النظام السابق ففرض إعادة النظر ببعض بنود كامب ديفيد , فيما يتعلق بأعداد وعتاد القوات المتواجدة فى سيناء وأماكن تواجدها، حيث يجري الحديث عن تسليح يصل إلى حد التزود بالدبابات والأسلحة الثقيلة , ومعلوم أن شكل التواجد المصري على الأراضي الوطنية كان يشكل انتهاكاً وانتقاصاً للسيادة الوطنية , إن لجهة الأعداد أو العداد أو حيز التحرك . مكسب لمصر وتنازل لم يكن ليقدم عليه العدو , لولا الضغط الشعبي باتجاه استعادة الكرامة ولو تدريجيا . العداء للاسرائيليين مزاج عام , والاستثناءات المتهافتة لا تمثل على الاغلب إلا نفسها , ولأنها كذلك ستتحول إلى عبء على ثوراتها التي لن تلبث ان تلفظها. |
|