تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


و.. نتابع !!

رؤيـة
الاثنين 13-10-2014
سعاد زاهر

جائزة نوبل الأخيرة... نالها الزوجان النروجيّان ماي - بريت وإدفار موسير مناصفة مع الأميركي- البريطاني جون أوكيف، تركزت بحوثهم على الخلايا التي تمكن المخ من تحديد مكان صاحبه، بهدف إيجاد علاج لعدد من الأمراض وخصوصا الزهايمر...

الجائزة في بعدها الاجتماعي تسعى إلى إيجاد حل لمشكلة تشيخ المجتمعات الأوربية التي طال فيها عمر الإنسان... ولكن المشكلة بقيت في أداء الدماغ..!!‏

جزئية من آلاف الجزئيات التي يسعى العلم إلى تطويرها... لنعيش قفزات علمية تنعكس على تطور الحياة الإنسانية، بما يبرمج تطورا متناغما.‏

هذا التطور العلمي الذي يأتينا.. عبر أشكال عديدة تكنولوجية - طبية -... دون أن يكون لنا مشاركة به، لايستفزنا، نرضى باستكانة مرعبة أن نبقى في خلفية هذا الكون - الخلفية الضيقة التي نظهر فيها كل مظاهر تخلفنا...‏

جيل بأكمله يدرس ضمن أضيق الحدود، غير قادرين على جعلهم يمسكون أسس تفكير تتيح لهم فيما بعد إمكانيات العلم الهائلة... لازلنا نغرس في أذهاننا كل ما يحد الذهن، ويخلخل السلوك... ويرسم حياتهم كسلفهم ضمن أضيق الحدود.‏

نتركهم لمجتمع مريض.. هو الآخر لم نفكر يوما بالبحث بعمق ودأب وجدية في مكوناته السلوكية علنا نتخلص منها، ونبدأ بنشر مكونات مجتمعية متنورة... مقومات تركز على انجازات الفرد وإمكانياته ومواهبه وترضى بخياراته.. بعيدا عن تلك الاعتبارات الضيقة المدمرة.‏

نركب البحار ونعرض أنفسنا لمخاطر وأهوال بحرية لن يدركها إلا من خاضها، أملا بالاندساس بحياة مختلفة...!‏

نغرق هنا في ظلمة عبثية نشارك جميعا بصنعها، مهما كانت مبررات وجودها.. وأنها من صنع غيرنا، وهم أرادوها لنا..ولكن ماذا عنا.. ألم نكن شركاءهم...؟‏

ألم نساهم معهم في تنفيذ الخراب الذي أرادوه..!‏

هم يبحثون ويطورون إنسانهم، ويدرسون أدق الجزئيات التي تمكنهم من إطالة عمره وتحسين حياته، ونحن تفتك بنا حياة حافلة بكل مخلفات القرون الوسطى..!!‏

soadzz@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية