تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أردوغان «الثعلب الحالم»

البقعة الساخنة
الإثنين 13-10-2014
علي نصر الله

رغم كل التحذيرات السورية والإقليمية والدولية؛ يستمر الثعلب الحالم أردوغان بمحاولات ابتزاز الحلف الغربي، لإقامة المنطقة العازلة التي يخطط لها؛ مقابل إعلان المشاركة التركية بالتحالف المزعوم القائم ضد تنظيم داعش الإرهابي؛ وهو يضع نصب عينيه الأكراد؛ وسورية؛

وأخونة المنطقة؛ كهدف اشتغل عليه منذ وصول حزبه إلى الحكم.‏

لم يترك أردوغان خلال السنوات الأخيرة وسيلة قذرة إلا واستخدمها، وعلى الرغم من الخيبات المتلاحقة التي مُني بها مشروعه الإخواني يمضي في محاولات العبث بأمن واستقرار المنطقة، معتمداً في ذلك على الغرب الاستعماري؛ وعلى عضوية بلاده (بالأطلسي)، وعلى حاجة الأخير لموقع تركيا المهم بوابة للأطلسي يتطلع لاستثمارها باتجاه الشرق والشمال، لتهديد محور المقاومة من جهة؛ ولتهديد روسيا من الجهة الأخرى.‏

تعرف أميركا ويعرف الأعضاء الآخرون بحلف الناتو أن لتركيا الإخوانية مشروعها الذي يتصادم في كثير من النقاط والمواقع مع المشروع الغربي - الامبريالي - الصهيوني المشترك؛ غير أن الغرب وأميركا يسعيان للتخفيف من حدة الخلاف مع أنقرة؛ ولتحجيم نقاط التصادم معها من خلال العمل معاً على تدوير الزوايا بهدف الاستفادة المشتركة من جميع مكونات المشهد الذي صنّعوه معاً خدمة لإسرائيل والأهداف المشتركة للجانبين.‏

المخطط الغربي - التركي - الصهيوني مستمر ولما ينته بعد، والخلافات التي تطفو حالياً هي خلافات سطحية بين هذه الأطراف لا تتعدى ربما الخلاف على ترتيب القضايا المطروحة، وقد يكون أهم برهان على ذلك هو انخراط الجميع بدعم التنظيمات الإرهابية تمويلاً وتسليحاً وتدريباً، فالمخابرات الأميركية والبريطانية والتركية هي من يقوم فعلياً بتزويد (داعش) و(جبهة النصرة) بالمعلومات والأسلحة؛ وهي من يتولى توجيه الإرهابيين ورسم خرائط تحركاتهم على الأرض؛ فيما تتولى دويلات الخليج التمويل وتسديد الفواتير.‏

مقتل المخطط إياه قد يكون في اندفاع الثعلب أردوغان باتجاه توريط الغرب معه بالملف الكردي، انطلاقاً من أنه الملف الذي يمثل الهاجس الأكبر للحالم العثماني، ومقتل المخطط الاستعماري الغربي الصهيوني العثماني المشترك هو أن واضعيه ومنفذيه لا يقيمون حسابات للأطراف الإقليمية والدولية الأخرى التي لن تسمح في حال من الأحوال بجعله يتقدم خطوة واحدة باتجاه إقامة المنطقة العازلة.‏

حتى الآن تمكنت سورية من إحباط المخطط الاستعماري الكبير والمشروع الامبريالي الضخم في المنطقة؛ وحتى الآن تمكنت سورية بصمودها الأسطوري من صدّ العدوان الكوني عليها؛ ومن تحطيم أذرعه الإرهابية، فهل فكّر الأميركيون وهم الأصل بين أصحاب المخطط كيف سيكون الحال عندما يرمي حلفاء سورية بثقلهم في المواجهة؟! وهل يدركون قبل فوات الأوان خطورة أحلام حليفهم العثماني؟!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية